أتى حريق مهول شبّ، مساء الجمعة الماضي، على محتويات جوطية «جنان بوشامة» وسط مدينة وجدة، غير بعيد عن سوق مليلية وفضاء تكدس الأسواق والقيساريات التجارية بساحة سيدي عبد الوهاب، التي تعرف نشاطا كبيرا ومكثفا، وتعتبر الرئة التجارية للمدينة الألفية. شرارة الحريق اندلعت، حسب شهود عيان، في حدود الساعة الثانية والنصف بعد زوال الجمعة، الذي يعتبر يوم عطلة بالنسبة للتجار بمدينة وجدة، قبل أن تتحول إلى ألسنة نيران تصاعدت أدخنتها في السماء، لتلتهم محتويات الدكاكين الموجودة بهذه الجوطية، ووجدت غذاءها في الألواح الخشبية والأثاث المنزلي والأثواب والصوف وآلات وأجهزة الخياطة، ساعدها على ذلك الحرارة المفرطة التي اجتاحت المنطقة. وبمجرد إشعار ممثلي السلطات المحلية، هرعت عناصر الوقاية المدنية إلى عين المكان وباشرت عملها وسط سحب من الدخان غطت سماء مسرح الحادث وفضاءات الطرقات المتفرعة عنه، وصعبت من الاقتراب من لهيب الحريق الذي تأجج بفعل ما التهمه من خشب وحطب وأنسجة، كما تجمهر المواطنون والمارة بالمحيط يراقبون التطورات معبرين عن تخوفاتهم من انتقال الحريق إلى الأسواق المجاورة، خاصة منها سوق مليلية الذي شهد كارثة حريق رمضان 2009. بعد 6 ساعات من المقاومة، تمكن عناصر الإطفاء من إخماد النيران والسيطرة على الحريق، فيما منعت العناصر الأمنية وأفراد القوات المساعدة المواطنين من الاقتراب من مكان الحريق، كما فتحت المصالح الأمنية بحثا في الحادث لمعرفة أسباب اندلاع النيران، وإن كان الأمر عرضيا أو بفعل فاعل. رواية تم ترويجها حول الكارثة التي قدرت خسائرها بأكثر من 150 مليون سنتيم لحوالي 15 محلا تجاريا، عزت أسباب اندلاع الحريق إلى استعمال قارورة غاز للطهو، كما سمع انفجار ثلاث قنينات غاز أخرى، في الوقت الذي لم تسجل أي إصابات أو حروق وسط المواطنين أو عناصر الوقاية المدنية التي بذلت مجهودا للسيطرة على الوضع.