يعيش سكان حي واد فاس بمجموع ودادياته التسع وضعية متردية في ما يخص تدبير سياسة الأحياء، بعد زحف الباعة المتجولين وانتشارهم في مختلف واجهات الأزقة والشوارع، حسب مصادر مطلعة. وقد قدم رؤساء الوداديات التسع (ودادية السلام، ودادية العهد الجديد، ودادية اليسر للتنمية، ودادية الوفاق، ودادية الفتح، ودادية السعادة، ودادية الرضى، وودادية فاطمة الفهرية النموذجية)، شكايات متعددة ومتتالية إلى رئيس الملحقة الإدارية تغاث وإلى والي ولاية فاسمكناس، إلا أن شكاياتهم لم تؤخذ، حسب قولهم، بنوع من الجد والمسؤولية، ليقرروا فيما بعد مراسلة وزير الداخلية ورئيس الحكومة، لمطالبتهما بالتدخل السريع والفوري لرفع الضرر عن أحياء سكان حي واد فاس.. كما عبر السكان عن معاناتهم اليومية مع مضايقات الباعة ومنهم ذوو السوابق المدججين بالأسلحة البيضاء، الذين لا يتوانون في التلفظ بالكلام النابي وهم في حالة هيجان وسكر علني. بالإضافة إلى متاجرة بعضهم في المخدرات الشيء الذي يربك السكان ويهدد مستقبل أبنائهم. وفي الوقت الذي كان حي واد فاس يعتبر حيا نموذجيا لموقعه الجغرافي القريب من الطريق المؤدية إلى القصر الملكي والمشرفة على المجموعة السياحية المزمع إنشاؤها قرب "أكدال" ومجموعة من الفنادق المصنفة، وفي الوقت الذي أنجز المركز التجاري "رياض الفتح" من أجل تنظيم التجارة والتجار، الذي لم يسلم هو الآخر من احتلال الباعة المتجولين و"الفراشة"، إذ تم "استعمار" أبوابه وأبواب المتاجر وجنبات الطرق مما يسبب عرقلة حركة السير ومرور السيارات الشيء الذي يحدث فوضى وضجيجا مفرطا في جميع الشوارع الرئيسية والثانوية. وأكد رؤساء الوداديات، من خلال رسائلهم المبعوثة لوزير الداخلية ورئيس الحكومة، والتي توصلت "المساء" بنسخة منه، أن هناك تواطؤا واضحا لجهات معينة بمراكز القرار سواء المحلي أو الإقليمي التي لا تحرك ساكنا، متخذة موقفا سلبيا يتمثل في تعزيز وشرعنة وجودهم، وتربط القوات المساعدة وجودها فقط بتنظيم الباعة المتجولين والفراشة، وليس منعهم من بسط بضائعهم على قارعة الشوارع، الشيء الذي زاد الأمر سوءا إذ تزايد التوافد والزحف على أحياء واد فاس وأصبح مقسوما لشقين جوطية واد فاس "الشطر الثاني"، وسويقة ابن دباب الشارع الكبير للحي. وقد خرج سكان واد فاس في العديد من المظاهرات السلمية التي طالبوا من خلالها بالحق في السكن الآمن والنظيف، كما استنكروا المد العشوائي واعتبروه جريمة في حقهم وفي حق مدينتهم، إلا أن أصواتهم لم تسمع ولم تؤخذ مطالبهم المشروعة بعين الاعتبار من طرف المسؤولين المحليين والإقليمين الشيء الذي دفع ممثلي السكان لمراسلة رئيس الحكومة راجين منه التدخل السريع والفوري لمعالجة الوضعية المزرية التي آلت إليها أحياء واد فاس.ر