رضخت شركة "سيتي باص" لواقع المدينة المر، وألزمها الفراشة والباعة المتجولون ووقوف سيارات الأجرة العشوائي بالمدارات، اعتماد معايير محددة لتقوية شبكة خطوطها في أفق التغلب على أزمة تنقل المواطنين من إلى الأحياء الشعبية، حيث اضطرت الشركة مع هذا الوضع المهترئ، إلى الاكتفاء باقتناء 40 حافلة جديدة من النوع الصغير، بعدما تحولت شوارع وأزقة معظم أحياء المدينة إلى أسواق مفتوحة يوميا، دون أن تنفع الشكايات التي ترفعها وداديات الحي إلى السلطات المحلية، في معالجة هذا الوضع الذي يخنق حركة السير، ويجد معه المواطنون صعوبات بالغة في العبور، الشيء الذي أكده رئيس المدير العام، عندما استشهد بمنطقة عوينات الحجاج التي تعرف صعوبة في المرور، وذلك خلال الندوة التي نظمت على هامش إعطاء انطلاقة الدفعة الثانية من الحافلات الجديدة ليبلغ العدد الإجمالي أكثر من 50 حافلة جديدة منذ توقيع عقد التدبير المفوض بين الجماعة الحضرية لفاس وشركة سيتي باص بحضور ممثل عن وزارة الداخلية، والموقع عليه من طرف الرئيس المدير العام للشركة علي المطيع في دفتر التحملات بخصوص تجديد أسطول الحافلات عبر مراحل. وقد أعطى الدكتور علال العمراوي النائب الأول لرئيس الجماعة الحضرية لفاس الانطلاقة الرسمية لهذه الحافلات الجديدة بمعية المسؤولين عن شركة سيتي باص وطنيا وجهويا، وبحضور المدير السابق للوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس والمدير الحالي لمصلحة التتبع والمراقبة، وبعض رؤساء المصالح بالشركة وعدد من المنتخبين ورجال الإعلام، حيث أشاد رئيس الجماعة الحضرية لفاس بالمجهودات المبذولة من أجل تقديم خدمات النقل العمومي في مستوى تطلعات ساكنة مدينة فاس، وبالتقنيات المزمع توظيفها وإدخالها من لدن الشركة في غضون الأسابيع القليلة القادمة بهدف تحسين خدمات النقل الحضري بفاس، حيث بشر الرئيس المدير العام في هذا الموضوع أن الشركة بفاس منكبة على إعداد برنامج إليكتروني يعد الأول بإفريقيا يسعى إلى تسهيل حركة السير والمرور عند الحافلات، وذلك لتمكين المواطنين من الوصول إلى مقرات عملهم والتلاميذ والطلبة إلى مدارسهم دون تأخير، كما ستوفر الشركة محطات وقوف جديدة تراعي جمالية المدينة خلال فترة لا تتجاوز شهر يونيو المقبل. أمام هذا التحول الذي يعرفه النقل الحضري بالمدينة، على السلطات المحلية من جانبها الاستمرار في تحرير الملك العمومي من الفراشة والباعة المتجولين، الذين أصبحت بضائعهم مصدر عرقلة وشلل لحركة السير والجولان بالعديد من المناطق، بل أصبح هؤلاء يتحكمون في رسم عدد من البرامج التي تسعى إلى توفير الاستقرار والأمن بالمدينة وفشلها، حيث يشتكي السكان ليس فقط من صعوبة التنقل بين تلك الشوارع والأزقة، بل يتضررون من الأزبال ومن كثرة الحشرات، ومن الروائح الكريهة التي تسببها مخلفات هذه الأسواق المفتوحة، حيث يعتبر الدخول إلى حي عوينات الحجاج الشعبي بسبب انتشار الباعة المتجولين في الطريق العام، من أعقد المهمات التي على المواطن أن ينجزها، وتسفر هذه الوضعية عن مشاحنات مستمرة بين الباعة المتجولين وبين المواطنين، وخصوصا بين مستعملي السيارات، الذين يضطر بعضهم إلى تغيير الاتجاه بحثا عن مسار آخر. وعلى السلطة المحلية والأمنية أيضا ، إيجاد حل للوضعية غير القانونية لسيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة الرابطة بمدار محطة القطار، والمتمثلة في اتخاذ الأخيرة من شارع المنطقة ملاذا لها، حيث أن الأمر يقف وراء جملة من المشاكل لدى المارة ومستعملي الطريق، خصوصا أصحاب الشاحنات والحافلات من الحجم الكبير، حيث يصعب على هذه الأخيرة المرور دون تسجيل حادث أو احتكاك بين السائقين. ولا يختلف الوضع في هذا الحي عن الوضع في الشوارع الرئيسية لحي بنسودة، التي تحول فيها الشارع العام إلى «سويقة» مفتوحة، حيث تفاقمت هذه الظاهرة وتقوت في أحياء فاس، لتصبح من أعقد الاختلالات التي تخدش صورة المنظر العام بعدد من الأحياء، لا فرق بين الراقي منها والشعبي.