تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة من طرف عدد من سكان مدينة سلا للمستشفى الإقليمي بسبب تدني الخدمات الصحية المقدمة به، وكذا سوء المعاملة التي يتلقاها بعض المرضى في المستشفى الذي يضم 167 سريرا موزعة على جميع الاختصاصات ويقدم خدماته لأزيد من مليون نسمة. وعبر عدد من المواطنين عن استيائهم من الوضع الكارثي الذي يوجد عليه قسم المستعجلات والذي يشبه إلى حد كبير مخفرا للشرطة، حيث يجد الكثير من المواطنين الذين يتعرضون لإصابات خطيرة أنفسهم مجبرين على الانتظار إلى أن يحين دورهم، قبل أن يفاجؤوا بغياب تام لوسائل التدخل من إنعاش وكشف بالسكانير ليكون الحل هو نقلهم إلى قسم المستعجلات التابع للمركز الجامعي ابن سينا بالرباط ، رغم أن الأمر ينطوي على ضياع وقت ثمين ومخاطرة بأرواح المواطنين، علما أن قسم المستعجلات التابع للمستشفى الإقليمي بسلا، يتوفر على 7 أسرة عبارة عن «بياصات» حديدية، ويستقبل أزيد من 200 حالة يوميا، جزء كبير منها من ضحايا حوادث السير والاعتداء بالسلاح الأبيض. تدني الخدمات الصحية بالمستشفى كثيرا ما يدفع بعض المواطنين إلى الدخول في مشاداة كلامية مع العاملين، احتجاجا إما على طول الانتظار، أو على طريقة التشخيص والعلاجات المقدمة. يأتي هذا في ظل الغموض الذي يكتنف مشروع إحداث المستشفى الإقليمي الجديد المزمع إقامته بالقرب من سوق الخميس بطريق سلاالجديدة والذي سيمكن أيضا سكان الضواحي خاصة السهول والخميسات من الاستفادة من خدماته. سوء الخدمة يطال أيضا قسم الولادة الذي يسجل ما بين 7000 و8000 حالة ولادة سنويا وذلك بسبب الطلب المتزايد وتواضع عدد الأسرة حوالي ( 50 سريرا)، حيث أكد بعض المواطنين أن الأمر يصل أحيانا إلى التفوه بكلام بذيء في حق النساء الحوامل، أو تركهن يقاسين آلام المخاض دون أي مساعدة، وأن الاستثناء يقع في الحالة التي يتدارك فيها الزوج الأمر ويتعامل بسخاء. إلى ذلك، أكدت مصادر من داخل المستشفى أنه بات من الضروري التسريع بإنجاز مستشفى جديد يليق بمدينة سلا، ويمكن من تقديم خدمات صحية في المستوى لسكانها ،كما يؤمن للعاملين أجواء مناسبة تمكنهم من أداء مهامهم في ظروف مهنية مناسبة.