غادر مجموعة من منخرطي الرجاء البيضاوي قاعة مركب الوازيس قبل انتهاء اجتماع ما يصطلح عليه ببرلمان الرجاء، بعد أن خرج النقاش عن سكة الصواب،وتحولت القاعة إلى فضاء للصراع والمشادات الكلامية وتبادل الاتهامات بين مكونات الرجاء على امتداد ساعة ونصف مساء يوم الجمعة الماضي. منذ الوهلة الأولى ظهرت بوادر التصدع بين المنخرطين الذين لم يتجاوز عددهم 30 منخرطا، حيث ضيع المجتمعون دقائق عديدة في الاتفاق حول مسطرة تدبير أشغال اللقاء، وباستثناء لحظة الخشوع التي ميزت بداية الملتقى حين قرأ الجميع الفاتحة ترحما على روح حسن مندون الحارس السابق للرجاء البيضاوي، فإن النرفزة والتشنج ظلا حاضرين بقوة في فضاء جمع، كشف عن خلل واضح في منظومة المنخرطين، وأكد بالملموس أن غياب الانضباط والتسيب لا يقتصران على فئة من اللاعبين بل إن عدوى الانفلات انتقلت إلى صرح مؤسسة المنخرط الرجاوي التي كانت مثالا للنقاش الهادف والحوار العميق. أجمعت المداخلات القليلة على وجود أزمة حقيقية داخل الرجاء، لكن أغلب المتدخلين قوبلوا بردود فعل من القاعة حالت دون تحقيق الحد الأدنى من شروط النقاش القادر على مساعدة المكتب المسير على اكتشاف الداء ليسهل وصف الدواء. حصرت المداخلات القليلة التي تناوبت على المنصة الأزمة في خمس نقط أساسية، وهي ضعف الانتدابات والهيكلة التقنية للنادي وحالة التسيب التي يعرفها الفريق وضعف التواصل بين النادي ومحيطه ثم مستقبل الفريق، وتفرعت عن هذه المحاور نقط فرعية. وحمل بعض المنخرطين المسؤولية للرئيس عبد الله غلام الذي حول بقية أعضاء المكتب المسير إلى مستخدمين على حد قول منخرط، وحمل منخرط آخر مسؤولية تردي أوضاع الرجاء إلى المنخرطين، واعتبر رجاويون آخرون الوضعية الراهنة نتاجا لتصويت بالتصفيق على غلام في آخر جمع عام، وتساءل منخرط عن سر اختراق أشخاص من العاصمة للمكتب المسير للرجاء داعيا إلى ربط النادي بمسقط رأسه درب السلطان، فيما نادى أحد قدماء المنخرطين بتنظيم مناظرة حول أزمة الفريق من أجل المساهمة الجماعية في وضع «سكانير» دقيق للمشكل. لكن كل هذه المقترحات كانت تقاطعها «وصلات عراكية» حولت الاجتماع إلى حلبة للصراع بين أشخاص يعول عليهم الجمهور الرجاوي في تقويم الاعوجاج، بل إن اللقاء لم ينته بتعيين لجنة لمناقشة توصيات، غير مدونة أصلا، مع رئيس الفريق. انفض الاجتماع قبل أن ينتهي في مخفر الشرطة، وعاد المنخرطون إلى منازلهم وهم يعلنون مسؤوليتهم عما حدث، بينما شوهد أحد المنخرطين وهو ينقل مباشرة عبر هاتفه النقال وقائع الملاسنات الرجاوية إلى أحد أعضاء المكتب المسير للفريق الذي كان يعقد في نفس اللحظة اجتماعا مصغرا مع اللاعبين بمعسكر بوسكورة لدراسة أسباب الأزمة. وحسب مصادرنا فإن اللاعبين عمر النجاري وسفيان العلودي ومحمد أولحاج، قد نابوا عن زملائهم اللاعبين في تبليغ المكتب المسير، أو من حضر منه، رغبتهم في تجاوز الوضعية الحالية وتدبير ما تبقى من الدوري المغربي بروح جديدة.