تغير مجرى الأحداث فجأة داخل الرجاء البيضاوي، وعدل الرئيس عبد الله غلام عن استقالته أو بتعبير أصح عن رحيله، ليس لأن الظروف الصحية التي قال عنها أوزال بأنها الدافع الرئيسي لنهاية عهد غلام قد تحسنت، ولكن لوجود قوة أخرى أصرت على التصدي لمشيئة المنخرطين واختراق العريضة. بطلب من أعضاء المكتب المسير ألغي الاجتماع الذي كان مقررا عقده أول أمس، والذي حدد جدول أعماله في ما بعد فترة غلام، وتبين أن الجمهور الذي حضر إلى مركب الوازيس مساء الثلاثاء الماضي أصر على منع الاستقالة ومطالبة غلام بالاستمرار على رأس الفريق ضدا على العريضة التي تلزمه بعقد جمع عام استثنائي. مساء الثلاثاء تحول مركب الوازيس إلى ما يشبه حائط مبكى، عشرات المحبين والمنخرطين واللاعبين القدامى والمسيرين السابقين، أصروا على الالتقاء بالرئيس ومنعه من الرحيل، بل إن مجموعة من المشجعين حملت لافتات تندد بعريضة المنخرطين وتعتبر توقيت المبادرة غير ملائم، بل إن بعض المضامين ذهبت إلى حد التشكيك في مدى حب بعض المنخرطين للرجاء. وقال غلام في لقاء مفتوح مع مجموعة من الرجاويين ضاقت بهم قاعة الاجتماعات بالنادي، إنه لم يعبر عن رغبة الرحيل لأن المنخرطين وقعوا عريضة تطالب بجمع عام استثنائي، ولا يخشى مواجهة المنخرطين في اجتماع مباشر، ولكنه ضد مضامين العريضة التي ذهبت إلى حد التدخل في حياته الخاصة ومساءلته عن سر سفره إلى الخارج. ولوحظ وجود مجموعة من اللاعبين القدامى ضمن المطالبين ببقاء غلام على رأس الفريق، فضلا عن منخرطين آخرين لم يوقعوا على العريضة، وقال أعضاء من المكتب المسير للرجاء الذين كانوا في حالة استنفار، إن عشرين منخرطا قد سحبوا توقيعاتهم من العريضة، وأمام هذا المعطى أصبح الجمع العام الاستثنائي معلقا في كف عفريت. وقال المصدر ذاته إن اللقاء التواصلي سيعقد يوم الخميس القادم، وعلى ضوئه سيتقرر مصير الجمع العام، بينما شكك منخرطون آخرون في فرضية التراجع على التوقيعات، وقالوا إن المنخرطين اطلعوا على فحوى العريضة وتحمسوا لتوقيعها وأبانوا عن حماس كبير حين تعلق الأمر بمطلب الجمع العام، وطالبوا المكتب المسير بالكشف علنا عن أسماء المتراجعين، وأضافوا بأن الشرعية هي الفاصل في شأن الجمع العام الاستثنائي الذي «لا يجب النظر إليه كمحاولة انقلابية بل عملية تصحيحية من الداخل وتكرسا للديمقراطية التي يجب على الرجاء أن يكون سباقا إليها، لأن غلام الذي تم تعيينه يوم 19 يناير 2006 لم يجتمع مع المنخرطين إلى اليوم». وكان مجموعة من المنخرطين قد قرروا التوجه أول أمس إلى مركب الوازيس وهم يحملون شارة الاحتجاج، قبل أن يعدلوا عن موقفهم، بينما أعرب آخرون عن تخوفاتهم من إغلاق الملعب مستقبلا في وجه الجمهور بعد أن ظل على امتداد أسبوع يجد كامل الترحيب. من جهة أخرى قرر المكتب المسير للرجاء بدء معسكر مغلق للفريق في مدينة سطات استعدادا لمواجهة شباب المسيرة برسم الدورة السادسة من الدوري المغربي، وهي المباراة التي ستجرى يوم الأحد القادم.