قدم عبد الله غلام رئيس المكتب المسير للرجاء البيضاوي استقالته من رئاسة الفرع قبل أن يكمل ما تبقى من ولايته، واضطر الرئيس إلى اللجوء لخيار الاستقالة بعد شد الحبل بينه وبين مجموعة من المنخرطين نادوا بعقد جمع عام من خلال عريضة تحمل توقيع 110 منخرطين، وعزا غلام استقالته التي من المفترض أن يكون قد عرضها على المكتب المسير في اجتماع أمس، لأسباب صحية، وقال عبد الله ل«المساء» إنه سيظل مجرد محب للفريق يؤازره بقلبه وليس منخرطا، بعد أن أغضبته الحملة التي قام بها مجموعة من المنخرطين خلال تواجده خارج أرض الوطن. وأكد أعضاء من المكتب المسير للفريق إن النية تتجه نحو إقامة حفل تكريم «يليق بما قدمه غلام من خدمات للفريق»، كما أصبحت استقالة كل المسيرين واردة بقوة القانون. وشهد مركب الوازيس مساء الثلاثاء وقفة احتجاجية من طرف بعض المحبين المدعمين للرئيس المستقيل، لكن هذا الأخير أبدى تشبته بالاستقالة، معبرا في تصريح سابق ل«المساء» عن استعداده لمساعدة الرئيس القادم على أداء مهامه وتحقيق الانتقال السلس للمهام. ومن تداعيات هذه الاستقالة، عقد اجتماع طارئ تخللته أربع ساعات من النقاش الساخن بين امحمد أوزال رئيس المكتب المديري للرجاء و12 منخرطا يمثلون مختلف الفصائل والتحالفات، بأحد فنادق الدارالبيضاء في غياب لجنة الحكماء المكونة من الرؤساء السابقين للنادي، حيث ظلت الاستقالة المفاجئة لرئيس الرجاء البيضاوي عبد الله غلام موضع سجال بين كل المكونات، قبل أن يخلص الاجتماع إلى الاتفاق على عقد جمع عام استثنائي ينتخب خلاله المنخرطون رئيسا للفريق خلفا لعبد غلام ويصوتون بالاقتراع السري على بقية مكونات المكتب المسير، كما تم الاتفاق على عقد لقاء تواصلي مع المنخرطين يوم الخميس 23 أكتوبر الجاري يكون بمثابة الأرضية الممهدة للجمع الاستثنائي. وعرض أوزال في بداية الاجتماع على ممثلي المنخرطين استقالة غلام التي كان قد توصل بها والتي تحمل في طياتها رغبة في التنحي عن الرئاسة لأسباب صحية، وقال أوزال إن الاستقالة لا رجعة فيها وأن الظرفية الحالية تفرض التعقل والتحلي بروح المسؤولية على حد تعبيره، رافضا مقترحا بتكوين لجنة مؤقتة تسهر على تدبير شؤون الفريق إلى نهاية الموسم الرياضي الحالي، وقال أحد المنخرطين لذين حضروا الاجتماع، إن أوزال كان يخشى التقدم إلى الواجهة وفضل عدم «اللعب بالنار لأن الهدية أشبه بجمرة». ولم يحضر الاجتماع أي عضو من المكتب المسير الحالي، حيث أصر الحاضرون على منع أي شخص «يلعب على الحبلين»، وأمام استقالة عبد الله غلام تغير خطاب الحاضرين وتحول إلى ما يشبه التأبين وإشادة بخصال الرجل بينما تحمل العريضة عكس الخطاب الذي تم تداوله في الاجتماع. وكان أوزال قد حذر المنخرطين من الاستهانة بخطورة الموقف وقال «إن من يروج مقولة الرجاء لا تسقط للقسم الثاني يحاول تغليط الرأي العام لأن استمرار تدني النتائج سيؤدي الفريق ثمنه غاليا». وقالت مصادرنا إنه لولا الاستقالة التي قدمها النائب الأول للرئيس محمد دلهي، لتحققت الاستمرارية إلى حين عقد الجمع لعام الاستثنائي، بينما بدأت الأوساط الرجاوية تبحث بجدية عن الخليفة المنظر لغلام، من خلال مجموعة من التوافقات التي ستفرزها الاجتماعات السرية والعلنية للمنخرطين. استفتاء في استفتاء عاجل لموقع أنصار الرجاء البيضاوي حول موضوع العريضة التي تقدم بها 110 منخرطين، لعقد جمع عام استثنائي، عبرت الغالبية العظمى عن رفضها للعريضة، وفي أقل من 24 ساعة شارك أكثر من 1700 مشجع رجاوي في الاستفتاء، وعبر أكثر من 95 في المائة من الأصوات عن رفضهم لما أسموه بتحركات المعارضين. وفي استفتاء آخر حول مساندة عبد الله غلام من أجل بقائه على رأس الفريق أو استبداله برئيس آخر، حصل غلام على مساندة 97 في المائة من المشاركين في الاستفتاء. كما عبر المشاركون عن رفضهم للتوقيت الذي اختاره المنخرطون واصفين مبادرتهم بمحاولة لاستغلال نتائج الفريق، ولقد نادى مجموعة من مناصري الفريق بتنظيم وقفة احتجاجية بمركب الوازيس ضد حالة الاستثناء، مع تقديم ملتمس للرئيس من أجل العدول عن استقالته.