سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هنري ماتيس.. عاشق طنجة الذي حولها إلى لوحة تزخر بالحياة الرسام الفرنسي الذي منح اسمه للغرفة 35بفندق التي صارت اليوم مقصد السياح بطنجة حيث لوحاته وجل متعلقاته
ليسوا أشخاصا عاديين.. وإنما كتاب وفنانون تشكيليون ومبدعون من دول مختلفة، عشقوا المغرب واختاروا الاستقرار به سنوات طويلة، فأثرى حياتهم، وكان وراء ولادة العديد من إبداعاتهم، التي لا تزال حية، بالرغم من أن بعضهم رحل عن الحياة. في هذه السلسلة سنتطرق إلى مجموعة من هؤلاء الكتاب والمبدعين العالميين، الذين فضلوا العيش في المغرب بعيدا عن وطنهم الأم. يعد الفنان الفرنسي الشهير هنري ماتيس من أبرز الوجوه العالمية لطنجة، والذي رسم في المدينة أجمل لوحاته ما بين سنتي 1912 و1913. وبالرغم من مرور أكثر من ستين سنة على رحيله لا يزال اسمه حاضرا في مدينة طنجة. وقد شكلت المدينة محطة أساسية في تاريخه، حيث أغنت تجربته الفنية. يذكر العديد ممن عاصروا هنري ماتيس بأنه كان يفضل قضاء أوقات طويلة في طنجة، وكان دائم التردد على الغرفة 35 فندق «ڤيلا دي فرانس»، المعلمة السياحية والتاريخية آنذاك، حيث رسم هناك الكثير من لوحاته التي أرخت له ولطنجة. من نافذة الغرفة 35 كان هنري ماتيس يطل على طنجة كلها. وقد كانت توحي له إطلالة واحدة بعشرات اللوحات، ولم يكن ينقصه الحافز لكي يحول باستمرار فضاء طنجة إلى ألوان. ولشدة تعلقه بالغرفة، فقد صارت اليوم تحمل اسمه، وهي مؤثثة بلوحاته، مما جلعها بمثابة متحف يضم لوحات ماتيس وصوره وكل متعلقاته. يذكر أنه يوم وصول ماتيس إلى طنجة، كان الجو ممطرا وعاصفا، وقد استمر كذلك لمدة خمسة عشرة يوما، الشيء الذي جعله يراسل صديقه الفنان ماركيت: «يا إلهي، ما الذي سأفعله؟ سيكون الأمر سخيفا لو قررت العودة. إن الإضاءة في طنجة رائعة، لكن الطقس سريع التحول». وحين استعادت سماء طنجة صفاءها، شعر بفرح وغبطة كبيرين، فكاتب هذه المرة صديقه كاموان: «إن الضوء هنا ناعم للغاية، إنه شيء آخر غير الذي اعتدناه في شمال حوض المتوسط».