أعلن يوم الخميس الماضي عن «وفاة» غير رسمية لجمعية «حب الملوك»، أحد «الأجنحة» الجمعوية التي راهن عليها الاتحاد الاشتراكي ل»توسيع» حضوره في مدينة صفرو. وبالرغم من «هيمنة» الاتحاديين على هذه الجمعية التي أحدثت لتدبير شؤون مهرجان حب الملوك بالمدينة، إلا أن «أطماع» الأحزاب السياسية الأخرى حولها ظلت كبيرة. وعجل هذا التنافس المحموم حولها بوأدها من قبل أغلبية حزب الاستقلال في بلدية صفرو، عبر الإعلان عن ميلاد جمعية أخرى أطلق عليها اسم «إفنت». وقال مؤسسو الجمعية إن الغرض من إحداثها هو الرقي بمهرجان حب الملوك إلى مستوى تظاهرة ذات إشعاع جهوي ووطني ودولي. وشهدت الانتخابات الجماعية ل12 يونيو الماضي تنافسا قويا بين «الإخوة الأعداء» الاستقلاليين والاتحاديين. وأبعد الاستقلاليون بتحالف مع حزب العدالة والتنمية الاتحاد الاشتراكي من على رئاسة البلدية، ونصبوا وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز رئيسا لهم. ويعتبر مهرجان حب الملوك من أقدم المهرجانات بالمغرب. فقد خلدت أول دورة منه منذ سنة 1920 من قبل السلطات الفرنسية. وبالرغم من هذا «العمر المديد»، إلا أن هذا المهرجان لم يستطع أن يتجاوز طابع المحلية. ولم ينجح جل المكلفين به في تسويقه كما حدث مع مهرجانات أخرى. وتدوم الاحتفالات في هذا المهرجان ما يقرب من أسبوع. ويتم خلالها تنظيم مسابقة لملكة الجمال مع وصيفتين لها. وشهدت دورة 2008 إقبالا ضعيفا من قبل المرشحات لهذه الجائزة. ولم يتعد عددهن 10 متسابقات. ووجدت جمعية حب الملوك صعوبة في اختيار ملكة الجمال بسبب ضعف الإقبال على هذه المسابقة. وعادة ما تعمد هذه الجمعية إلى تكوين لجنة للتحكيم تضم في عضويتها مستشارين جماعيين وجمعويين ورجال سلطة. وتعتمد هذه اللجنة على مبدأ التوافق في اختيار ملكة الجمال، وذلك اعتمادا على معيار «ّالذوق الجمالي» في اختيار الفائزة. وبسبب الأزمة السياسية التي تخيم على تدبير شؤون هذا المهرجان والذي يقام بداية كل صيف، أقرت السلطات الإدارية المحلية قرار تأجيل دورة 2009. وقال مصدر مقرب من عامل المدينة إن تزامن المهرجان مع الحملة الانتخابية دفع السلطات إلى تعليق المهرجان، مضيفا أن أغلب المسؤولين في جمعية «حب الملوك» يعتبرون كذلك مستشارين ببلدية صفرو. وإلى جانب الرقي بمهرجان حب الملوك، فإن جمعية «إفنت» تؤكد أنها ستعمل على النهوض بشجرة الكرز بالمنطقة. وتعد صفرو ونواحيها من «القلاع التاريخية» لهذه الشجرة بالمغرب، إلا أن هذه الشجرة تراجعت بشكل مثير في المنطقة، إلى حد تقترب فيه من الانقراض بسبب التوسع العمراني وتراجع الاهتمام بالمجال الفلاحي. وذكر بلاغ لجمعية «إفنت» أنها ستفكر كذلك في السبل الكفيلة بإعادة إطلاق موسم التفاح ببلدة إموزار التابعة لإقليم صفرو. كما ستبحث في إمكانية إحداث مهرجان للفنون الشعبية بهذه المنطقة التي تزخر ضواحيها بفنون أمازيغية يقول نشطاء الأمازيغية إنها تعاني من الإهمال ويتهددها الضياع في غياب الحماية والعناية اللازمين.