تعيش صفرو، في الآونة الأخيرة، على إيقاع «تمزق» جمعوي من شأن تعقيداته أن تؤثر على أنشطة منظمات غير حكومية تراهن عليها السلطات من أجل المساهمة في تنمية المدينة وضواحيها. ويشكل مهرجان «حب الملوك»، الذي تعقد دوراته السنوية في كل شهر يونيو، إحدى أهم «الساحات» التي تتبادل فوقها هذه الجمعيات اتهاماتها دون أن تعفي السلطات المحلية من شظاياها. ففي الوقت الذي أعلن فيه، على حين غرة، عن تأسيس جمعية «إفنت» في نهاية شهر نونبر الماضي، أياما قليلة قبل عيد الأضحى المبارك، بغرض الإشراف على مهرجان حب الملوك وتعطي الانطلاقة لمهرجانات أخرى تراهن لم يدم صمت جمعية «حب الملوك» التي قيل إن جمعية «إفنت» تأسست على أنقاضها طويلا. فقد أصدرت هذه الجمعية بلاغا تهجمت فيه على الجمعية الجديدة، وانتقدت فيه السلطات الإدارية التي اتهمتها برعاية هذا المولود الجمعوي الجديد ومحاولة فرض الوصاية على مهرجان حب الملوك. وقالت إن هذه المبادرة التي وصفتها بالانفرادية لا تخدم العمل الجمعوي والتنموي والسياحي بالمدينة. وإلى جانب السلطات، فإن أحزابا أخرى دعيت للمشاركة في هذا النزاع. فقد انتقدت جمعية «حب الملوك» انضمام أعضاء من حزب العدالة والتنمية إلى جمعية «إفنت» الجديدة. وتساءلت الجمعية عن سر هذا الانضمام لحزب تتهمه ب»مناهضة» المهرجانات. ويتحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الاستقلال في المدينة لتسيير الشأن المحلي، فيما يوجد حزب الاتحاد الاشتراكي في صف المعارضة إلى جانب أحزاب أخرى. ويتولى الوزير الاستقلالي عبد اللطيف معزوز رئاسة هذه البلدية. ومن شأن طول أمد هذا الصراع، أن يسفر عن دورتين لأقدم مهرجان في المغرب يعود تاريخ دورته الأولى إلى ما يقرب من 90 سنة، وذلك بعدما ألغيت الدورة الماضية منه بسبب تزامنها مع الانتخابات الجماعية ل12 يونيو الماضي. وأكدت جمعية «حب الملوك» بأنها تبقى هي المؤهلة لتسيير هذا المهرجان بحكم تجارب تقول إن أعضاءها راكموها. وتخفي هذه الأزمة الجمعوية صراعا يوصف بالحاد بين حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي لفرض السيطرة على مختلف دواليب الشأن المحلي بهذه المدينة. هذا في وقت نفت فيه جمعية حب الملوك في بلاغها تبعيتها لحزب الاتحاد الاشتراكي، موضحة بأن مكتبها المسير يتكون من حساسيات حزبية م ختلفة. وتعيب السلطات الإدارية على جمعية حب الملوك ضمها لعدد كبير من مستشاري أغلبية الاتحاد الاشتراكي في الولاية الجماعية السابقة. ويقر بلاغ الجمعية بهذه الانتقادات، موضحة أن أغلبية أعضاء مكتبها (13 عضوا) هم مستشارون بالمجلس البلدي. وبالرغم من تصنيف المهرجان على رأس قائمة «المعمرين» بالمغرب، إلا أن تسويقه ظل محدودا. وتعد صفرو ونواحيها، من الناحية التاريخية، من «القلاع التاريخية» لشجرة الكرز بالمغرب، إلا أن هذا الشجر يكاد يختفي من المنطقة بسبب التوسع العمراني وتراجع الاهتمام بالمجال الفلاحي.