لا تزال المسيرات والوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني تتواصل بالعديد من المدن المغربية تنديدا بالمجازر الصهيونية التي ترتكب في قطاع غزة. وإذا كان المواطنون يخرجون للاحتجاج والتضامن بشكل عفوي، فإن مواقف السلطات المحلية تختلف من مدينة إلى أخرى تجاه هذه الوقفات، حيث شهدت بعض المدن كأكاديروالعيون تدخل قوات الأمن لمنع تنظيم وقفات تضامنية بدعوى عدم وجود تراخيص تسمح بذلك. المحمدية- بوشعيب حمراوي فاس- لحسن والنيعام أسفي- أحمد الحضاري أكادير- الحسن باكريم المحمدية كانت ساكنة مدينة المحمدية والضواحي، مساء أول أمس الأحد، على موعد مع مسيرة حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني دامت زهاء ساعتين، نظمتها اللجنة المحلية للتضامن مع غزة والمشكلة من مختلف الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية بالعمالة وجمعيات المجتمع المدني، واعتبرت ثاني أكبر مسيرة بعد مسيرة الرباط. وقد انطلقت هذه المسيرة التي انخرط فيها أزيد من عشرين ألف مشارك ومشاركة، في حدود الثالثة زوالا من أمام دار الثقافة بالعالية مرورا بشارعي موناستير وفلسطين وانتهاء بشارع المقاومة حيث تفرق المتظاهرون. وعرفت المسيرة مشاركة كبيرة للأطفال والنساء وحضورا مكثفا لأعضاء جماعة العدل والإحسان، وردد المتظاهرون شعارات من قبيل: (الشعوب في الساحة والجيوش مرتاحة... الشباب هاهو والسلاح فينا هو...) وحملوا لافتات تضامنية والعلم الفلسطيني إضافة إلى أعلام لحزب الله اللبناني وحركة حماس. وغير بعيد عن مدينة الزهور، رفضت السلطات المحلية بمدينة ابن سليمان منح الترخيص بتنظيم مسيرة تضامنية للمكتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، الذي كان قد وضع طلب الترخيص بتنظيم مسيرة كان من المنتظر انطلاقها في حدود السادسة مساء من يوم الجمعة المنصرم أو الرابعة زوالا من اليوم الموالي (السبت)، وتلقت الجواب بالرفض من طرف باشا المدينة لأسباب اعتبرت أمنية وظروف غير ملائمة، وسمحت السلطات المحلية لحزب المصباح بتنظيم وقفة تضامنية زوال السبت المنصرم في نفس مكان الوقفة التضامنية الأولى أمام ثانوية الحسن الثاني، وعرفت حضورا مكثفا لساكنة المدينة. فاس اعتقل رجال الدرك الملكي ببلدة غفساي يوم السبت الماضي مواطنا كرديا يحمل جواز سفر سوري بتهمة المشاركة في قيادة مسيرة شعبية للتضامن مع غزة نظمت بغفساي وحضرتها فعاليات حزبية وجمعوية مختلفة. وقالت المصادر إن هذا الكردي الذي يقيم بالمنطقة بصفة غير شرعية، كان قد أثار انتباه السلطات الأمنية التي ظلت تراقب الوضع، وذلك عندما ساهم في قيادة التظاهرة وألقى كلمة بالعربية الفصحى عبر فيها عن غضبه جراء ما يحدث في غزة من قصف إسرائيلي وعن ساندته للمقاومة الفلسطينية. ودفعت هذه الكلمة السلطات إلى تكثيف تحرياتها حول صاحب الكلمة، لتجد أن الشخص يقيم بصفة غير قانونية في بلدة غفساي ويعمل في مجال حفر الآبار. وكان الكردي قد تمكن من الدخول إلى التراب المغربي عبر الجزائر، قبل أن يصل إلى تاونات، ومنها إلى بلدة غفساي، حيث التحق بأحد أفراد عائلته ممن أسسوا شركة متخصصة في هذا القطاع بالمغرب. ويلجأ عدد من أهالي بلدة غفساي التابعة إداريا لإقليم تاونات إلى خدمات السوريين، وخصوصا منهم الأكراد، لحفر الآبار. وتعرف هذه البلدة بكونها منطقة فلاحية. وشهدت، في الآونة الأخيرة، اكتساح حقول الكيف لها، بعدما ظلت هذه الأخيرة، إلى نهاية التسعينيات من القرن الماضي حكرا على بلدتي كتامة وتارجيست ونواحيهما. وتذكر المصادر أن عددا من هؤلاء الأكراد من المقيمين بصفة غير شرعية بالمنطقة، يتعرضون بشكل متواصل إلى ابتزاز بعض رجال الدرك، مقابل غض الطرف عنهم. وهو نفس الوضع الذي يعيشه هؤلاء الأكراد في منطقة موزار، التابعة لعمالة صفرو، وكذا في عمالة بولمان، وهي كلها مناطق فلاحية تلجأ إلى خدمات هؤلاء الأكراد كلما دعت الحاجة إلى حفر بئر هنا وهناك. أسفي خرج أكثر من 20 ألف مواطن من ساكنة أسفي إلى الشوارع استجابة لنداء اللجنة المحلية من أجل دعم الشعب الفلسطيني بمناسبة «يوم الغضب العالمي ضد الكيان الصهيوني» الذي دعا إليه الشيخ يوسف القرضاوي. ودعت اللجنة المحلية التجار والعمال والحرفيين والموظفين والطلبة وأصحاب المهن الحرة إلى التوقف عن العمل ابتداء من الساعة الثانية زوال يوم الجمعة والخروج في مسيرة حاشدة «دعما للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية من طرف قوات الكيان الصهيوني العنصري بقطاع غزة». وانطلقت المسيرة من شارع كنيدي وجابت شوارع محمد الخامس وساحة الاستقلال لتنتهي بساحة مولاي يوسف، حيث أحرق العلم الصهيوني من على فوق السور البرتغالي المحيط بالمدينة القديمة. وحضرت بقوة، خلال هذه المسيرة التضامنية مع غزة، المئات من الأعلام الفلسطينية والمغربية وأعلام حماس. ورفع بعض المتظاهرين علم فنزويلا للإشادة بطردها لسفير إسرائيل، وحمل آخرون صور حسن نصر الله. وفي الوقت الذي غابت فيه اللافتات الحزبية والمذهبية رفعت شعارات تدين الغطرسة الصهيونية والتقتيل الهمجي للمدنيين والصمت العربي الرسمي والتواطؤ الغربي. وطالبت الشعارات بفتح المعابر وهتفت بالموت لإسرائيل وأمريكا. يذكر أن اللجنة المحلية التي دعت إلى هذه المسيرة تشكلت يومين قبل تنفيذها وحضرتها أحزاب الكتلة الديمقراطية وحزب العدالة والتنمية والطليعة والنهج الديمقراطي... وحركتا العدل والإحسان والتوحيد والإصلاح إضافة إلى النقابات وجمعيات حقوقية وثقافية. أكادير منعت السلطات المحلية بأكادير مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطسني بغزة كان مزمعا تنظيمها من طرف مجموعة من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية بالمدينة صبيحة أول أمس الأحد، حيث فوجىء المنظمون بمراسلة من رئيس المنطقة الحضرية لأكادير، توصلت «المساء» بنسخة منها، تبلغهم بعدم السماح لهم بتنظيم مسيرة أو وقفة احتجاجية بدعوى أن المسلك المقترح أن تمر منه المسيرة تقع به مؤسسات اقتصادية ومحلات تجارية متعددة الأنشطة تتردد عليها ساكنة المدينة والضواحي بصفة مستمرة لقضاء حاجياتها، وأن من شأن المسيرة أن تعرقل حركة السير وتضيق الخناق على عمليات الخروج والولوج إلى المنطقة. وأضافت المراسلة أن أكادير مدينة سياحية تعتبر هذه الفترة ذروة الموسم السياحي بها وأن المسلك المقترح للمرور توجد به إقامات سياحية تستقبل بصفة مستمرة عددا من السياح الأجانب وأن من شأن تنظيم المسيرة أن يحدث تجاوزات قد تؤثر سلبا على الأمن العام والطمأنينة. وأدانت الهيئات المنظمة، في بيان استنكاري توصلنا بنسخة منه، ما اعتبرته «مسلسل المنع والقمع الذي تنهجه السلطات المحلية بأكادير لكل أشكال التظاهر»، محملة السلطات المحلية كامل المسؤولية ومدينة كل أشكال التطبيع مع إسرائيل ومستنكرة « تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية». وفي سياق الموضوع، علمنا بأنه سيتم عقد ندوة صحفية بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يومه الثلاثاء على الساعة السادسة مساء لتسليط الأضواء على هذا المنع المتكرر لمسيرات التضامن مع غزةبأكادير. العيون تدخلت القوات الأمنية بالعيون عشية أول أمس الأحد لمنع تنظيم وقفة احتجاجية تضامنا مع غزة. وقالت مصادر من هناك إن السلطات الأمنية فرقت بشكل عنيف المشاركين في الوقفة التي دعت إليها جماعة العدل والإحسان. ومن جهة أخرى، أفاد بلاغ نشره موقع جماعة العدل والإحسان أن الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة التابعة لجماعة العدل والإحسان، نظمت في مختلف المدن المغربية، بعد صلاة الجمعة الماضية، عشرات التظاهرات التضامنية مع سكان غزة، وقد شارك في هذه التظاهرات، التي بلغ عددها 250 تظاهرة، آلاف المغاربة، كلهم هبوا لنصرة إخوانهم، الذين يتعرضون هذه الأيام لأبشع صور الإبادة من قبل الصهاينة الإرهابيين، طبقا لنفس البلاغ.