تتواصل في عدة مدن مغربية المظاهرات والوقفات الاحتجاجية المتضامنة مع سكان قطاع غزة الذي يتعرض لاعتداء وحشي تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية لليوم العاشر على التوالي. صفرو شل إضراب عام، دعت إليه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الحركة بصفرو أول أمس الأحد. وقالت مصادر حقوقية إن هذا الإضراب العام والذي يدخل في إطار أشكال التضامن مع غزة عرف نجاحا وصف بالكبير، مضيفة أن كل الفئات الاجتماعية تجاوبت مع هذه الدعوة، وأغلقت جل المحلات التجارية أبوابها. ولم يفتح بعضها إلا في حدود الساعة السادسة والنصف مساء، قبل أن تغلق مجددا أبوابها في حدود الساعة السابعة مساء. وشهد اليوم ذاته تنظيم وقفتين احتجاجيتين بالمدينة، الأولى في الصباح والثانية في المساء، وختمت الجمعية شكلها التضامني مع غزة بمسيرة شارك فيها حوالي 2000 شخص، جابت مختلف شوارع المدينة وانتقلت إلى بعض أحيائها المكتظة، دون أن تسجل أي مواجهات بين المحتجين ورجال الأمن. وأضافت المصادر أن حالة اعتداء وحيدة على حانة في المدينة لم تستجب للإضراب العام تم التحكم فيها من قبل أعضاء الجمعية. وظلت دوريات الأمن تجوب جميع أحياء المدينة، فيما وزع رجال الأمن و«المخازنية» على أهم شوارع صفرو، وبدت هذه الشوارع في حدود الساعة السابعة مساء خالية. وقال بيان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن الساكنة تجاوبت مع برنامج فرع الجمعية وجابت شوارع المدينة في مسيرات حاشدة، وعبر فرع الجمعية عن استعداده «لمواصلة تضامنه مع الشعب الفلسطيني ضد الهمجية الصهيونية من خلال تطوير أشكاله التضامنية والتواصلية». وشهدت هذه المدينة عدة مسيرات احتجاجية، خلال الأسبوع الماضي، كان جلها قد خرج من المؤسسات التعليمية، قبل أن ينضم إليها بعض المواطنين، ويتم تأطيرها من قبل حقوقيي المنطقة. برشيد وفي برشيد نظمت اللجنة المحلية لمساندة الشعب الفلسطيني، مساء الجمعة المنصرم، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام مقر البلدية. ولم تحل الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بالمدينة دون تدفق المئات من ساكنة برشيد والضواحي على ساحة محمد الخامس ابتداء من الساعة الخامسة مساء. أكثر من ألفي شخص من مختلف الأعمار رددوا شعارات تشجب المجازر الجماعية التي ترتكبها الأيادي الصهيونية في حق أبناء غزة الصامدة، كما أدانوا صمت ما يسمى بالمجتمع الدولي وأنظمته المنافقة وتواطؤ الأنظمة العربية، وخاصة النظام المصري الذي مازال مصرا على عدم فتح معبر رفح لمرور المساعدات الإنسانية و نقل الجرحى و المرضى.. وقد اختتمت هذه التظاهرة التضامنية بإحراق علم الكيان الصهيوني ودعت اللجنة المنظمة جماهير مدينة برشيد إلى التعبئة مادام العدوان مستمرا وذلك بتنظيم تظاهرات ومهرجانات ومسيرات.. طنجة وفي طنجة اشتبك عشرات المتظاهرين مع قوات الأمن خلال مظاهرة عفوية للتنديد بالمحرقة الإسرائيلية في غزة ظهر أول أمس الأحد. وطاردت قوات الأمن في وسط المدينة عشرات الشباب الذين كانوا يهتفون بشعارات ضد المجازر الإسرائيلية، وذلك بعد تجمع خطابي حاشد في سينما موريتانيا بدعوة من حركة «التوحيد والإصلاح». وطاردت سيارات الأمن المتظاهرين في المنطقة القريبة من ساحة الأمم وبناية ولاية طنجة، وتعرض عدد من المتظاهرين للضرب. ووصف متظاهرون تدخلات قوات الأمن بأنها عشوائية وعنيفة، حيث غالبا ما يعتدي أفراد الأمن على عابرين لا يكونون حتى على علم بوجود مظاهرة أو احتجاجات. وخلال المظاهرة الضخمة التي عرفتها طنجة الخميس الماضي، تعرض مشاركون في التظاهرة للضرب من طرف قوات الأمن أثناء انسحابهم بعد نهاية المظاهرة. وقال أحد المشاركين إن انفلاتا أمنيا بسيطا في نهاية المسيرة جعل قوات الأمن لا تفرق بين المشاركين، وتعرض أشخاص للمطاردة والضرب لمجرد أنهم كانوا يحملون العلم الفلسطيني أو يضعون كوفية فلسطينية على أعناقهم. وترابط قوات الأمن بشكل مستمر على مقربة من ساحة الأمم، التي تعرف احتجاجات متواصلة من طرف سكان طنجة ضد المجازر الإسرائيلية. الدارالبيضاء أما في الدارالبيضاء فقد فوجئ الجمهور الذي حج إلى مركب محمد الخامس أول أمس الأحد لمتابعة أطوار مباراة الوداد البيضاوي واتحاد حلب السوري بتدخل المصالح الأمنية لحجز كل اللافتات والشعارات المساندة للشعب الفلسطيني، خاصة سكان قطاع غزة ضحايا المجزرة الإسرائيلية.هدا ولم يستثن تدخل المصالح الأمنية تلك الشعارات التي حملها مسيرو الوفد السوري، حيث تم حجزها كذلك. وقد أثار هذا التصرف حفيظة الوفد السوري وكذا الجمهور البيضاوي. سبتة وتظاهر الآلاف من سكان مدينة سبتة احتجاجا على المذابح الإسرائيلية في غزة، وطالبوا المجتمع الدولي بوضع حد للغطرسة الإسرائيلية وقتل الأطفال والنساء. ودعا حوالي 3 آلاف من السبتيين، الذين خرجوا إلى شوارع المدينة للاحتجاج بدعوة من الحزب الديمقراطي السبتي، إلى العمل من أجل وقف المحرقة الإسرائيلية وليس الاكتفاء بإدانة هذه الأعمال الوحشية. وأحرق المتظاهرون، خلال المظاهرة التي جرت نهاية الأسبوع، أعلاما إسرائيلية، ووصفوا هذا الكيان ب»العنصري والفاشي». مظاهرة السبتيين ضد المحرقة الإسرائيلية، لقيت تنديدا من طرف الحكومة المحلية في سبتة، التي يرأسها الحزب الاشتراكي المحلي بزعامة خوسي أنتونيو كاراكاو، الذي قال إنه يدين إحراق الأعلام الإسرائيلية في المظاهرة، وانتقد ما سماه «العبارات العنصرية التي رفعها المتظاهرون ضد كيان إسرائيل». آسفي شهدت مدينة آسفي منذ بدء الحرب على غزة عدة مسيرات ووقفات تضامنية مع هذه المدينة الصامدة في ما تتعرض له من اعتداءات إسرائيلية غير مسبوقة. فمساء السبت المنصرم، نظم مناضلو جمعية المجاز المعطل وفرع الجمعية الوطنية لحملة الشواهد بساحة الاستقلال وقفة احتجاجية على القصف الصهيوني لغزة، ألقيت خلالها كلمات الإدانة للكيان الصهيوني من طرف ممثلي الجمعيتين ورفعت شعارات قوية تدين التواطؤ الأمريكي والصمت العربي. ومساء الجمعة نظمت أحزاب اليسار بآسفي والمنظمات النقابية والاجتماعية التابعة لها مسيرة تضامنية، رفعت خلالها شعارات تطالب بخيار المقاومة المسلحة وتندد بمسلسلات التطبيع والمفاوضات التي تنهجها الأنظمة الرسمية والحكومات العربية، وتظاهر عدد من المصلين بعد صلاة الجمعة مباشرة بعدد من المساجد. وبجمعة اسحيم القريبة من آسفي بحوالي 30 كلم، حيث السوق الأسبوعي، جابت مسيرة احتجاجية الشارع الرئيسي صوب مقر الجماعة، وردد المشاركون فيها الشعارات ورفعوا الأعلام. ونظمت كل من حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان وحزب العدالة والتنمية ونقابة الاتحاد الوطني للشغل بآسفي مساء الخميس مسيرة اعتبرت أكبر تظاهرة احتجاجية بآسفي حضرها أكثر من 3000 مشارك للاحتجاج على المجازر الرهيبة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بغزة.