ألقت السلطات الأمنية بمدينة صفرو القبض على 11 مستشارا جماعيا من بلدة تاهلة، التابعة لإقليم تازة، وذلك زوال يوم الجمعة الماضي. وكان هؤلاء المستشارون، الذين فازوا في انتخابات جزئية شهدتها المدينة بعد حل المجلس البلدي من قبل وزارة الداخلية، قد قدموا إلى المدينة التي تعيش هذه الأيام على إيقاع مهرجان حب الملوك، من أجل «الاختباء» استعدادا لانتخاب رئيس جديد لبلدية تاهلة. وطبقا للمصادر، فإن اعتقال هؤلاء المستشارين جاء بعد ترصد مصالح الاستعلامات العامة لهم بسبب وجود أعضاء ملتحين من بينهم اعتقدت عناصر الاستخبارات العامة بأن لهم ارتباطاً بما يعرف بالسلفية الجهادية أو بجماعة العدل والإحسان. وتمت محاصرة البيت الذي آوى هؤلاء المستشارين الذين تم اعتقالهم واستنطاقهم وإخلاء سبيلهم بعد ذلك. وكانت بلدة تاهلة قد شهدت تنظيم انتخابات جزئية يوم الثلاثاء الماضي أسفرت عن انتخاب 23 مستشارا جماعيا. وفي إطار «التحالفات» التي تسبق انتخاب الرئيس، وتخوفا من «احتمال» تشتت أغلبية في طور التشكل، لجأ هؤلاء إلى «الاختباء» في مدينة صفرو مع إغلاق جميع هواتفهم في انتظار انتخابات الرئاسة المقررة اليوم الإثنين. وذكرت المصادر أن المستشارين المعتقلين ينتمون في أغلبهم إلى أحزاب اليسار، وخصوصا منها حزبي الاتحاد الاشتراكي والاشتراكي الموحد، إضافة إلى الحزب العمالي وحزب العهد. وأعاد هذا الاعتقال إلى الأذهان مسألة ما يعرف ب«تهريب» المستشارين المحليين بعد كل استحقاق انتخابي محلي استعدادا لتكوين المجالس وانتخاب الرئاسة، وذلك خوفا من أن يتم «العبث» بالتحالفات من قبل منافسين آخرين. وكان قرار حل المجلس البلدي لتاهلة قد صدر عن الوزير الأول عباس الفاسي ووقع عليه بالعطف وزير الداخلية شكيب بنموسى. وحسب ما ورد في الجريدة الرسمية، فإن وزير الداخلية هو من اقترح حل المجلس بعد رفضه المصادقة على ميزانيتي 2006 و2007. وذكر القرار أن هذا الرفض ترتب عنه اضطراب في السير العادي للمرفق الجماعي. وأورد نص القرار، الذي صدر بتاريخ 7 فبراير الحالي، أن الحل اتخذ نظرا إلى الحالة الاستعجالية التي يتطلبها إنهاء هذه الوضعية.