رفضت عائلة شاب وجد مقتولا في وقت متأخر من ليلة الأحد الماضي بمنطقة البهاليل بضواحي صفرو تسلم جثة ابنها لدفنها، مطالبة بإجراء خبرة مضادة للكشف عن أسباب الوفاة. وشهدت صفرو، مساء أول أمس الاثنين، تنظيم مسيرة احتجاجية وصفت بالتلقائية شارك فيها ما يقرب من 300 مواطن للتنديد بما أسموه ب«انفلات أمني» تعيشه المدينة وضواحيها في الآونة الأخيرة. و«قادت» أم الضحية وشقيقه هذه المسيرة التي شاركت فيها فعاليات حقوقية محلية. وجابت التظاهرة أهم شوارع المدينة بعدما انطلقت بالقرب من الباب الرئيسي للمستشفى الإقليمي، وانتهت أمام مقر مديرية الأمن الإقليمي. وعثر على هذا الشاب، البالغ من العمر 26 سنة، والملقب ب«مجيجو» مقتولا بطعنات آلة حادة وجهت له على مستوى البطن بالقرب من مدرسة ابتدائية وسط بلدة البهاليل. واتهمت عائلته، بدون تردد، أطرافا أمنية بالتورط في وفاة ابنها. وسجل حقوقيو المدينة شهادة العائلة، وهي تطلق العنان لهذه الاتهامات أثناء انطلاق المسيرة الاحتجاجية. وتقول عائلة «مجيجو» إن ابنها كان موضع مطاردة من قبل ضباط أمن منذ حوالي 7 أشهر، وذلك بعدما كان يشاكسهم أثناء ترددهم على محل للدعارة بالقرب من بيت العائلة. ودفعته هذه المطاردة إلى الاختفاء في الضواحي. وتورد العائلة بأن هؤلاء الضباط داهموا أكثر من مرة منزلها وهددوا بعض أفرادها باستعمال السلاح، كما توعدوا الابن بأوخم العواقب. وسخر مسؤول أمني محلي من هذه الاتهامات، معتبرا أن بعض الجهات السياسية ترغب في تحويل شاب منحرف إلى «بطل» و«مناضل» بغرض تصفية حسابات غامضة مع الأجهزة الأمنية. وقال إن هذا الشاب يعتبر من ذوي السوابق، وهو معروف باعتداءاته المتكررة على عدد من المواطنين، وهو موضع مذكرة بحث منذ حوالي 7 أشهر. ورجح المصدر أن تكون وفاته ناجمة عن تصفية حسابات قديمة بين جانحين في المنطقة. وأفضت التحريات التي باشرها كل من رجال الأمن والدرك إلى اعتقال شخص كان على عداوة مع الضحية. ويجري البحث عن عناصر أخرى يشك المحققون في أنها متورطة في هذه الجريمة. وتعد منطقة البهاليل بصفرو من المناطق «السوداء» في المدينة. وتنتشر فيها المخدرات والخمور بشكل كبير. وتعتبر من أهم المناطق التي تزود صفرو ونواحيها ب«الماحيا». ويعيش أغلب شبابها بدون شغل. ويفضل بعضهم استعمال السلاح الأبيض لتنفيذ اعتداءات الغرض منها السرقة. ويتحدث فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن تراخي رجال الدرك في استتباب الأمن بها. وإلى جانب جريمة البهاليل، عاشت جماعة صنهاجة القروية بالمدينة ذاتها وفي نفس اليوم على إيقاع جريمة أخرى راح ضحيتها أحد عمال مقالع الجبس، وذلك بعد خلاف مع زميله حول عائدات عمل مشترك. وتبادل الطرفان الاتهامات طيلة 4 أيام، قبل أن تتطور الملاسنات الكلامية إلى استعمال السلاح الأبيض لحسم الخلاف، في مقهى عمومي بمركز هذه الجماعة. ويتحدث عدد من سياسيي المدينة وحقوقييها عن وضع أمني متسم بالتراخي مع الجانحين تعيشه المدينة في الآونة الأخيرة. ويطالب هؤلاء الجهات الأمنية بالتحرك بحزم، وفي إطار القانون، لاستتباب الأمن بها. وكان هذا الوضع موضوع مراسلات وجهها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى عدة جهات مسؤولة بالمدينة. وإلى جانب هؤلاء السياسيين والحقوقيين، فإن الوضع الأمني يستأثر باهتمام المنتخبين. فقد أدرج المجلس البلدي هذه النقطة في دورته الأخيرة المنعقدة يومي الخميس والجمعة الماضيين والتي ترأسها الوزير عبد اللطيف معزوز. واتفق المنتخبون على ضرورة إبلاغ الجهات الأمنية بأهمية تكثيف دوريات الأمن في الأحياء الهامشية ووسط المدينة.