عجزت المصالح الأمنية بمختلف أجهزتها عن حصر عدد المختفين والمحتجزين من المنتخبين الذين فازوا في اقتراع الجمعة الماضي. وتعيش كل الدوائر الأمنية في مجموع التراب الوطني حالة استنفار قصوى بعد توصلها بالعديد من الشكايات عن تهريب عشرات المنتخبين واحتجازهم في أماكن سرية. وهكذا، اختفى 15 مستشارا جماعيا أعلن عن فوزهم يوم الجمعة الماضي ببلدة عين تاوجطات، التابعة لإقليم الحاجب، وذلك مباشرة بعد الإعلان عن نتائج هذه الانتخابات. ويوجد ضمن هؤلاء المستشارين مرشحون باسم العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية والتجمع الوطني للأحرار. ولم يقتصر «الاختفاء» هذه المرة، وفي مثل هذه الحالات، على المستشارين الذكور، بل شمل حتى الإناث، إذ توجد ضمن «المختفين» مستشارتان، إحداهما فازت عن حزب الأصالة والمعاصرة والثانية نجحت باسم حزب التجمع الوطني للأحرار. وفي مكناس، تلقى عبد الواحد الأنصاري، نقيب هيئة المحامين، صباح أمس، اتصالا هاتفيا من مرشحة من حزب الأصالة والمعاصرة تطلب منه عبره النجدة بعد أن تم اختطافها من مكناس قبل ترحيلها إلى منطقة رينكو بتطوان. وقال الأنصاري ل«المساء» إنه اتصل بالوكيل العام للملك وأخبره بالحادث قبل أن يوجه رسالة في الموضوع إلى كل من وزير الداخلية ووزير العدل والسلطات المحلية. وفي تزنيت، اتهم حزب التجمع الوطني للأحرار رئيس جماعة تيوغزة السابق بتهريب 8 أعضاء جماعيين بهدف تأمين الأغلبية داخل المجلس يوم تشكيل الهياكل، وقال العربي أقسام، منسق الأحرار بإقليم تيزنيت، إن رئيس الجماعة المذكورة «قام رفقة أحد الأشخاص غير المعنيين بهذه الانتخابات، باحتجاز ثمانية أعضاء فائزين بمكان مجهول وإخفائهم عن الأنظار بعيدا عن مقر الجماعة»، والتمس في الشكاية الموجهة إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتيزنيت، «متابعة المعنيين وفق فصول المتابعة التي تنطبق على النازلة، مع التصدي لهذا الفعل غير المشروع بإظهار الناخبين المذكورين، مع ما ترتب عن ذلك من حماية الظروف السليمة لسير عملية تكوين المكتب المحلي بجماعة تيوغزة».