وزعت جمعية النساء المقاولات في المغرب وباقي شركائها، جامعة الحسن الثاني عين الشق، الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل، وزارة التشغيل والتكوين المهني، وبعض ممثلي الشركات المنخرطة في الجمعية، شهادات التخرج بمقر رئاسة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الخميس الماضي، على الشابات حاملات المشاريع اللواتي أنهين مرحلة التكوين والتدريب في إطار مشروع التكوين والتأهيل في سنته الثالثة الذي يهدف إلى تهييء حاملات الشهادات لمساعدتهن على الإندماج في سوق الشغل. وأكد محمد بركاوي، رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن مشروع تكوين وتأهيل الشابات المقبلات على إنشاء مشاريع خاصة يتسم بالتميز وهو ذو مستوى عال بالنظر إلى التكوين العلمي الذي يرتبط أساسا بقواعد وضوابط علمية تلقنها لهن مقاولات خبيرات، لهن تجربة مهمة، وأن دورهن هو نقل تجاربهن بطرق سلسة إلى الشابات المقبلات على المقاولات، وأن أساس هذا التكوين هو «تعلم التعلمات»، أي تعلم كيفية التعامل مع القضايا التي تطرح عليهن يوميا وإيجاد حلول ناجعة لها. وأضاف بركاوي أن البرنامج حقق نتائج عملية، حيث إن 80 في المائة من المستفيدات من البرنامج يحققن نتائج مهمة مباشرة بعد الانتهاء من التكوين والانطلاق في تأسيس مقاولاتهن. وعبرت ثريا بدراوي، رئيسة جمعية النساء المقاولات في المغرب، أن الجمعية سهرت على هذا البرنامج وأن هدفه الأساسي هو تأطير وتكوين الشابات حاملات الشهادات وتأهيلهن لسوق العمل، ذلك أن آخر الإحصائيات التي أجريت في الميدان أبانت عن أن حاملي الشهادات بوجه عام غالبا ما يصطدمون بصخرة الواقع عندما لا يجدون عملا يوافق شهاداتهم العليا، ووصفت ثريا البرنامج بأنه ينطق ب «روح المواطنة»، حيث إنه يهدف بالأساس إلى التقليص من نسبة البطالة في المغراب. وتستفيد المقاولات من فترات تدريب بالشركات التي يجمعها عقد شراكة مع الجمعية وهي شركات تنخرط في الجمعية، وهي حوالي 480 شركة، وتهدف إلى صقل المعارف العملية التطبيقية للمستفيدات من البرنامج، وهن طالبات بالجامعات المغربية عامة، حيث لا تقبل من يقل مستواها الدراسي عن الباكالوريا إضافة إلى سنتين على الأقل بالجامعة، وهو ما يجعل من نسبة نجاحهن أكبر، حيث إن أكثر من 85 في المائة، تضيف بدراوي، يوظفن مباشرة بعد استكمال فترة التدريب والتكوين. وأكدت ممثلة وزارة التشغيل والتكوين المهني أن برنامج جمعية النساء المقاولات في المغرب يلتقي مع مهمة القطاع على كل الأصعدة، لأنه يتجه نحو تقليص بطالة النساء ومحو الفوارق بين الجنسين في ما يخص الإدماج في سوق الشغل، وهو مشروع تسعى الوزارة إلى تحقيقه على المدى المتوسط، تضيف ممثلة الوزارة، والذي يهدف إلى «مأسسة الفوارق داخل قطاع التشغيل»، وأضافت أن البرنامج هو نموذج ليس فقط لإعادة تأهيل الشابات حاملات الشهادات، بل هو «مشروع نموذجي في ما يخص الشراكة ودور المجتمع المدني كشريك في معالجة القضايا الاجتماعية». ويأتي حفل التخرج هذا في سنته الثالثة ليتوج نجاحا جديدا في إطار تأهيل وتكوين فئة النساء الشابات حاملات الشهادات، وليستمر المشروع في تكوين أفواج أخرى من الشابات اللواتي تحركهن روح المقاولات والمبادرة الذاتية. وأكدت بدراوي أن التجارة والخدمات تأتي في المرتبة الأولى في ما يخص نسبة إدماج الشابات في سوق العمل. ويخضع انتقاء المرشحات لمعايير في مقدمتها أن يكن حاصلات على سنتين بعد الجامعة على الأقل، ويجتزن انتقاء أوليا وآخر نهائيا، كما يتم وضع برنامج واختيار مؤطرين للدفع بمستوى التكوين عن طريق مخطط من ستة فصول لمدة 116 ساعة، تتوزع على حصة الإدماج، والتطوير الذاتي، والتطوير المهني، والكفاءة التجارية، والمعلومات النظرية، وتلقين ميكانزمات المهنة، وهي مراحل تتبع بإدماج ومرافقة المرشحات عن طريق تداريب قبل إدماجهن بشكل كامل، حيث إن 39 في المائة من المترشحات يجتزن مرحلة التدريب.