في اطار برنامج ميدا 2 المتعلق بالدعم المؤسساتي لتنقل الأشخاص الموقع بين الحكومة المغربية والاتحاد الأوروبي وكذا الاتفاقية المبرمة بين الوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاءات وبلدية كرطاية بإسبانيا، عرضت الوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات انطلاقة حملة تشغيل العاملات الزراعيات المغربيات بإسبانيا لسنة 2009، جمال أغماني وذلك بحضور وزير التشغيل والتكوين المهني وكذا سائر الشركاء الأوروبيين والإسبان والمغاربة. وقد بلغت مناصب الشغل المعروضة برسم سنة 2009 ما مجموعه 15500منصب أي بزيادة 9100 منصب جديد مقارنة مع السنة الماضية في إطار عقود عمل محددة لا تقل عن ثلاثة أشهر مع راتب يتراوح مابين 34 و 37 أورو عن كل يوم أي لست ساعات ونصف عمل مع ضمان السكن والتنقل من مدينة طنجة الى مقر العمل. وحسب مشروع إيناس كرطاية وهو برنامج للتسيير الشمولي للهجرة الموسمية الموقع بين الوكالة المغربية وبلدية كرطاية، فإنه يشترط في النساء المرشحات المتراوح سنهن مابين 18 و 45 سنة أن يكون لهن أبناء لاتقل أعمارهم عن 14 سنة وخبرة في العمل بالضيعات الفلاحية ويتمتعن بصحة جيدة. واعتبر جمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني أن هذا البرنامج يستهدف الادماج السوسيو مهني لشريحة واسعة من النساء القرويات اللواتي يتميزن بخصوصيات اقتصادية واجتماعية متميزة وأضاف أن البرنامج يشكل في حد ذاته بديلا ناجعا للحد من ظاهرة الهجرة السرية. كما أكد أن الوزارة تقوم بمجهود كبير لوضع برنامج للمواكبة الاجتماعية عبر خلق شراكة بين الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ونظيره الإسباني قصد وضع آليات للتغطية الاجتماعية لفائدة العاملات الفلاحية. وحول وضعية العاملات بمقر عملهن، ذكر أغماني بأنه سبق أن زار رفقة وفد مغربي مكون من برلمانيين وممثلين عن اللجنة الأوروبية بالمغرب ونقابيين وممثلين عن المجلس الأعلى للهجرة وممثلين عن السفارة الاسبانية بالمغرب وممثلين عن وسائل الإعلام أماكن عمل النساء وظروف عملهن بجهة ويلبا بالأندلس ووصفها بأنها جيدة ومتوسطة في بعض الضيعات وضعيفة في ضيعات أخرى، مما دفع السلطات الجهوية لمنطقة ويلبا والحكومة المستقلة للأندلس بوضع تدابير جديدة لتنظيم الهجرة الموسمية بشروط حسنة. ويذكر أن الاتفاقية الموقعة في شهر شتنبر 2006 ما بين الوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاءات وبلدية كرطاية بإقليم الأندلس بإسبانيا تهدف الى وضع اطار لتدبير الهجرة الموسمية ضمن برنامج «إينياس» الممول من طرف الاتحاد الأوروبي بشأن انتقاء العمل الموسميين من طرف الجمعيات الفلاحية الاسبانية للعمل بمزارع الفراولة (توت الأرض) بإقليم ويلبا. وتضع الوكالة بموجب هذه الاتفاقية تحت تصرف هذا البرنامج مستشارين في التشغيل وكذا الشبكة الوطنية للوكالات التي يبلغ عددها 50 وكالة محلية و 200 فضاء للتشغيل موزعين على التراب الوطني، كم تسهر الوكالة على إجراء الانتقاء الأولي للمرشحين بناء على المواصفات التي يحددها المشغلون الإسبان كما هو مدرج في الاتفاقية، وذلك انسجاما مع دور ووظيفة الوكالة المحددين في القانون رقم 99 51 الذي يحدد مهامها في معالجة عروض الشغل الواردة من الخارج واستشراف فرص التشغيل بالنسبة للمغاربة الراغبين في الهجرة من أجل العمل. يشار الى أن الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ساهمت من سنة 2001 الى سنة 2008 أي مايناهز نسبة 35% من مجموع المناصب، وقد استحوذت اسبانيا لوحدها على نسبة 95% من مجموع مناصب الشغل نحو الخارج أي بنسبة 75% من عقود الشغل الموسمية وهمت هذه المناصب بالأساس القطاع الفلاحي بنسبة 80% متبوعا بالقطاع الفندقي بنسبة 15%. كما شهدت أنشطة التشغيل بمنطقة الشرق الأوسط تطورا ملحوظا.