كشفت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات عن برنامج 2009 الخاص بعملية تشغيل العاملات الموسميات لجني التوت بإقليم هويلفا الإسباني والذي سيشمل هذا العام تشغيل 16 ألف عاملة. وأوضح جمال أغماني، وزير التشغيل والتكوين المهني، خلال لقاء بالدار البيضاء، أن حصة النساء المستهدفات في اتساع مستمر، حيث تم طرح 9100 عرض جديد، وبلغت نسبة العودة 95 في المائة، بينما لم تكن تمثل سوى 20 في المائة سنة 2004، وهو ما يفسره الوزير بتحسن تدابير التسجيل والمتابعة وشروط التعاقد مع المشغلين الإسبان. وأضاف أغماني أنه تم وضع برنامج للمواكبة الاجتماعية عبر خلق شراكة بين الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ونظيره الإسباني لوضع آليات للتغطية الاجتماعية لفائدة العاملات الفلاحيات، وتكوينهن في مجال قانون الشغل الإسباني. وحول أهمية العملية هذه السنة، قال أغماني إن المغرب سيصبح ضمن قائمة الدول المصدرة لليد العاملة الفلاحية النسائية بجنوب أوربا. من جانبه، قال حفيظ كمال، مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، إن مجموع مناصب الشغل التي تستجيب لمعايير التشغيل، بلغ إلى حدود 2008 ما مجموعه 22572 منصبا، نفذت منها 3012 بما يناهز 35 في المائة من مجموع المناصب، كان نصيب إسبانيا فيها 95 في المائة، وشملت مناصب الشغل القطاع الفلاحي بنسبة 80 في المائة، يليه القطاع الفندقي ب15 في المائة. وأضاف كمال أن الاتفاقية التي وقعتها الوكالة مع بلدية كرطاية بإقليم الأندلس تهدف إلى تدبير الهجرة الموسمية ضمن برنامج «إينياس» الذي يموله الاتحاد الأوربي لتوفير اليد العاملة لجني التوت بمزارع هويلفا. وتسهر الوكالة على إجراء الانتقاء الأولي للمرشحين بناء على المواصفات التي يحددها المشغلون الإسبان، كما تنص عليه الاتفاقية. وأوضح كمال أنه بدعم من الاتحاد الأوربي وفي إطار برنامج «ميدا 2» الخاص بالدعم المؤسساتي لتنقل الأشخاص، أحدثت الوكالة مصالح متخصصة في التشغيل الدولي عبر مساطر لمعالجة عروض الشغل طبقا للمعايير الدولية للتشغيل الدائم والمؤقت، وأضاف أنه تم إحداث عرض خدمات خاص بالمرشحين من أجل الشغل والمشغلين الأجانب من خلال بوابة إلكترونية على موقع الوكالة بالأنترنيت. وحول مراكز الانتقاء، صرح كمال بأن عملية الاختيار ستتم في خمسة مراكز تفاديا لتنقل المرشحات لمسافات بعيدة وتشمل مدن فاس والمحمدية ومراكش وأكادير والداخلة، تغطي محاور جغرافية محددة. وأشار خوان أنطونيو خلدون، عمدة قرطاية، إلى أن العاملات المغربيات تعدن كل سنة للعمل في الضيعات إذ يتم توقيع نفس العقود الخاصة بالعمال الإسبان مع العاملات المغربيات، مما جعل سلطات هويلفا، يضيف خلدون، تقرر رفع عددهن في العمليات المقبلة. وأضاف أن الإسبان وضعوا نظاما معلوماتيا ومركزين بالقنيطرة وقرطاية لتدبير الهجرة الموسمية إلى جانب نظام للتواصل المرئي بين هذين المركزين. واعتبر إدواردو طوبال، مستشار العمل والهجرة في السفارة الاسبانية بالرباط، أن 45 في المائة من العاملات الفلاحيات في منطقة هويلفا مغربيات، بمعدل رجوع ناهز 85 في المائة، فيما ستعود 7000 عاملة إلى هويلفا هذه السنة بعدما قررت السلطات تغيير الهنغاريات والبولونيات بالمغربيات. ومن المنتظر أن تحدث الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات خلال السنة الجارية 24 وكالة جديدة و100 فضاء للتشغيل، ويتم تحيين 300 ألف سيرة ذاتية تشمل الفلاحة والصناعات الغذائية والصناعة والنسيج.