شهدت الدورة الثانية لملتقى الاستثمار الخليجي في المغرب التي انعقدت يومي 19 و20 نونبر الإعلان عن بعض المشاريع الخليجية التي يعتزم مستثمرون إماراتيون وخليجيون وسعوديون إقامتها في المغرب، وقد تم الإعلان عنها إما بطريقة مباشرة من خلال ورشات الملتقى أو في كواليس هذه التظاهرة السنوية التي يراد لها أن تصبح موعدا سنويا لالتقاء رجال الأعمال المغاربة والخليجيين. فقد أعلنت شركة تبوك الزراعية السعودية، في ورشة الصناعة الزراعية والقطاع الفلاحي، عن انتظارها للموافقة الرسمية من السلطات المغربية لإقامة شركة دار الزيتون في منطقة الحاجب، وهو استثمار يصل غلافه إلى 150 مليون درهم مغربي وسيمتد على مساحة 700 هكتار من أراضي الزيتون. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة تبوك سعد السواط ل «المساء» أن المشروع، الذي يتضمن إقامة مصنع لاستخراج زيت الزيتون سيخلق 347 فرصة عمل بين إداريين وعمال، مضيفا أن شركته مستعدة لبدء أشغال المشروع في العام المقبل، وتبحث الشركة السعودية عن شريك أو شركاء محليين لإنجاح استثمارها الجديد في المغرب، وهو دأبها في كل بلد تخطط للاستثمار فيه. ومن المشاريع الخليجية الجاهزة أيضا للتنفيذ والتي تنتظر ترخيصا من السلطات المغربية، مشروع ترفيهي تنوي الشركة المتحدة للسياحة والترفيه بالكويت إنجازه في الدارالبيضاء، وحسب عادل حسن رئيس مجلس إدارة الشركة الذي التقته «المساء» في اليوم الأول من ملتقى الاستثمار الخليجي فإن تصور المشروع يتضمن إقامة منطقة للألعاب الكهربائية والميكانيكية للصغار والكبار على مساحة 14 هكتارا. وفي حال تنفيذ هذا المشروع، فإن سيوفر قرابة 250 فرصة عمل سواء في المشروع في حد ذاته أو المرافق الملحقة به كالمطاعم وغيرها، ويصل الغلاف الاستثماري الذي يتطلبه المشروع 20 مليون دولار. مشروع خليجي آخر ولكنه مازال في مراحله الجنينية، ويتعلق الأمر بمشروع سياحي تنوي إقامته في المغرب شركة المستثمر الأول القطرية، إلا أن ممثلها الذي شارك في ملتقى الاستثمار الخليجي تحفظ عن الكشف عن أية تفاصيل تهم المشروع، وقال إن الوقت غير مناسب الآن للإعلان عن أي حثيثات لأنه لم تتضح بعد ملامحه الأساسية، ولم يقدم بعد أي طلب للسلطات المغربية للترخيص له، وتعمل الشركة القطرية في مجال الخدمات الاستثمارية وإدارة الأصول والاستشارات والهيكلة المالية. من جانب آخر، علمت «المساء» من ناجي المصبحي وهو رجل أعمال إماراتي يمثل شركة تيريس الأوربية العربية المتخصصة في الصناعات الزراعية والتحويلية والبيئة أن هذه الأخيرة تنوي فتح في المدى القريب فرع لها في مدينة الرباط، بالنظر إلى قرب المغرب من القارة الأوربية التي تجمعها مع بعض دولها كفرنسا وإسبانيا شراكات استراتيجية. وفي القطاع المالي، تبحث شركة بروج للأوراق المالية بأبو ظبي فرص الاستثمار في المغرب في مجال السمسرة المالية، وأضاف فيصل سليم المدير المالي للشركة أن «بروج» تدرس إمكانية الاستثمار في ميدان الوساطة المالية بين الشركات الإماراتية المدرجة في سوق أبو ظبي وبورصة الدارالبيضاء. فيما صرح علي المسفري من بنك قطر الإسلامي الدولي، الذي جاء بالنيابة عن الشيخ خالد بن ثاني رئيس مجلس إدارة البنك ونائب رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين، أن مؤسسته المتخصصة في القطاع البنكي لديها توجه لبحث فرص الاستثمار في المغرب، ولكن لم تبلور لحد الآن مشروعا محددا في هذا الاتجاه، مضيفا أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية جعلت وتيرة الاستثمار الخليجي عموما تتباطأ ولكنها لن تتوقف.