كيف يمكن وصف تطور الاستثمارات الخليجية في المغرب خلال السنوات القليلة الماضية؟ لقد ارتفعت في الحقيقة الاستثمارات الخليجية في المغرب بطريقة ملحوظة، بحيث انتقلت من 40 مليون دولار سنة 2003 إلى 780 مليون دولار سنة 2008، وهو ما يبين الاهتمام المتزايد من دول الخليج بالمغرب، والإمارات هي اليوم ثاني أكبر مستثمر في المغرب، وهذا أمر يبشر بالخير.ولكن هناك بعض التحديات المتعلقة بالاستثمارات الخليجية في المغرب، ومنها أن تتركز أساسا في السياحة والعقار، وهو أمر جيد إلا أن هذين القطاعين هما من القطاعات المعرضة للاضطرابات الخارجية، ومن ناحية ثانية فإن هذه النوعية من الاستثمارات لا تخلق فرص عمل كثيرة بالنظر إلى الاحتياجات العظيمة من مناصب العمل في المغرب، بحيث إن نسبة البطالة وصلت سنة 2008 إلى 9,8 في المائة. ونحن في المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين نسعى إلى توجيه بعض الاستثمارات نحو قطاعات إنتاجية تشغل الكثير من اليد العاملة، ويكون لها تأثير على الاقتصاد المغربي ككل. هل برزت لكم داخل المنظمة في المدة الأخيرة وخلال الدورة الثانية لملتقى الاستثمار الخليجي بعض المشاريع في المجال الصناعي أو الزراعي؟ - منذ السنة الفارطة ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم نشأ توجه خليجي نحو قطاع الزراعة والصناعات الغذائية، والسبب في ذلك يرجع أولا إلى أن احتياجات الدول العربية متزايد، وثانيا لأن دول الخليج ترغب في ضمان أمنها الغذائي، فلاحظنا منذ سنتين فقط توجه بعض المستثمرين الخليجيين نحو توظيف أموالهم في مشاريع بالقطاع الغذائي في المغرب، ومنها مشروع لشركة إماراتية، لا اذكر اسمها، استثمر في قطاع الزيوت وتعليب الزيوت. وهل بلغ إلى علمكم داخل المنظمة التحضير للإعلان عن مشاريع خليجية في قطاعي الصناعة والفلاحة في المغرب؟ - في الحقيقة أريد التنبيه إلى ضرورة أن تقوم الدولة المغربية بالترويج أكثر لمؤهلاتها في هذا الميدان لجذب المزيد من الاستثمارات الخليجية، لأن العديد من المستثمرين في تلك المنطقة لا يتوفرون على فكرة واضحة حول قطاع الزراعة والصناعة الغذائية، وكل ما يتعلق بالمشاريع الاستثمارية الإنتاجية، وعندما يحضرون إلى المغرب نقدم لهم معلومات واضحة وملفات مدققة حول المشاريع العقارية. وبالتالي نحن في حاجة إلى مجهود أكبر للترويج للمشاريع الصناعية الممكن إقامتها في المغرب، وإني على يقين بأن المستثمرين الخليجيين سيقبلون على هذه المشاريع إن لاحت لهم فيها مردودية محققة.