فتحت القيادة الجهوية ل»المخازنية» بجهة فاس بولمان تحقيقا داخليا حول ملابسات أحاطت بتصريحات شاب اتهم فيها عناصر من القوات المساعدة باختطافه وتعذيبه في أحد مخافر الملحقات الإدارية بفاس. وإلى جانب هذا التحقيق الداخلي، فإن الشاب سعيد الخالدي، وهو عسكري سابق، قام بوضع شكاية مباشرة لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية يشير فيها بأصبع الاتهام إلى 5 عناصر من وحدة للحرس الترابي تعمل بملحقة عين هارون، قال إنهم عمدوا، يوم الأربعاء الماضي، إلى اعتقاله وتصفيده ثم اقتياده إلى مقر هذه الملحقة قبل أن يودعوه مخفرا بها وشرعوا في تعذيبه. وتزامن هذا التعذيب في مخفر الملحقة مع عطلة عيد الاستقلال. وتمكن رجال «المخازنية» من إنهاء حصتهم دون «إزعاج» موظفي الملحقة الذين كانوا في عطلة. ولم يحضر جلسات التعذيب، طبقا لتصريحات هذا الشاب، سوى جاره رفقة زوجته. قام هذا الشاب بتبليغ قائد الملحقة ببناء «عشوائي» كان بصدد القيام به في منطقة يمنع فيها بناء أكثر من طابقين. ويشير الخالدي إلى أن هذا الإبلاغ تمخض عنه توقيف البناء، ما أثار غضب جاره وأصدر «تعليمات» ل»المخازنية» باعتقاله وتعذيبه. وحكى هذا الشاب، الذي يبلغ من العمر حوالي 29 سنة، أن رجال «المخازنية» استعادوا ممارسات سنوات الرصاص في الاعتداء عليه، موردا بأنهم قاموا بتعليقه من رجليه بواسطة حبل وشرعوا في توجيه الهراوات له بتقنية ما يعرف ب»الفلقة». كما حكى بأنه تلقى عدة ضربات من أحذيتهم العسكرية على مستوى الصدر، وأفرغوا الماء على رأسه. وبعد ساعة من التعذيب المرفق بمختلف أنواع السب والشتم والتوقيع على ما قال إنها وثيقة لا يدري عن مضمونها أي شيء، أطلق سراحه بالقرب من منزله. وتلقى أحد أعوان السلطة نصيبه من هذه الاعتداءات عندما حاول التدخل لوقف هذه المشاهد المؤلمة من التعذيب. وحصل الخالدي على شهادة طبية تثبت مدة العجز في 20 يوما بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي الغساني، وأكدت الفحوصات تعرضه لضربات على مستوى الرأس والصدر.