يتواصل دوري الدرجة الأولى من دوري الصفوة، بإجراء الدورة التاسعة التي ستكون منقوصة من مباراتي الفتح ضد الرجاء البيضاوي واتحاد الزموري للخميسات ضد الجيش الملكي، وذلك لالتزام الرجاء بإياب نصف نهائي كأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة، والجيش بإياب نصف نهائي الأندية الفائزة بالكأس في المنافسات ذاتها. لكن رغم ذلك فهذه الدورة لا تخلو من مواجهات صعبة للغاية ستجمع في البعض منها، بين أندية تسعى إلى الاقتراب أكثر من الزعامة ولعب أدوار طلائعية في البطولة، وتلتقي في البعض الآخر فرق تتطلع إلى تحسين وضعها في سبورة الترتيب وترك مراكز الخطر، وهي معطيات يتوقع أن تعطي للقاءات الدورة التاسعة طابع التشويق والاستمتاع، لكن لا ينتظر أن تشهد إقبالا جماهيريا واسعا بالنظر إلى تأثر عشاق كرة القدم الوطنية بما حدث للمنتخب الوطني للكبار. ويحل المغرب التطواني ضيفا على منافسه الدفاع الحسني الجديدي، في مباراة تعتبر قمة هذه الدورة، بالنظر إلى حجم الفريقين ورغبتهما في البروز بشكل ملفت في بطولة هذا الموسم. وسيسعى الفريق المحلي، متزعم الدوري، إلى استغلال عامل الأرض والجمهور في كسب المواجهة والبقاء في الصدارة، مع عدم ترك الفرصة أمام مطارديه لتقليص فارق النقط، بينما سيحل الفريق الزائر بالجديدة وآماله معقودة على العودة بنتيجة مرضية لتزكية صحوته وربح بعض المراكز في سبورة الترتيب، خاصة وأن ممثل الشمال في دوري النخبة لديه من الإمكانات ما هو كفيل بخلق بعض المتاعب للجديديين، لكن مهمته لن تكون سهلة لكون زملاء رضا الرياحي سيخوضون اللقاء بمعنويات عالية بعد النتائج المرضية التي حققوها، وهي معطيات من شأنها أن ترفع من إيقاع اللقاء، وأن تحول ملعب العبدي إلى فضاء للمتعة والتشويق. ويستضيف المغرب الفاسي منافسه النادي القنيطري في أوضاع متباينة، ينعم من خلالها فريق العاصمة العلمية فاس في، بنوع من الاستقرار والطمأنينة على مستوى هياكله التسييرية والفنية، والتي تجعل الفريق في وضع مريح للإعداد لمباريات البطولة، بينما يعيش الفريق القنيطري بعض المشاكل القائمة بين المكتب المسير ل«الكاك» وجمعية محبيه وبعض أنصاره، وهي اضطرابات جاءت نتيجة فشل الفريق القنيطري في تحقيق نتائج مرضية، أدت إلى تعالي أصوات المطالبة بإقالة السويسري هومبيرطو، إذ من شأن هذا التباين أن يستغله الفريق المحلي في تجاوز ضيفه «الكاك»، خاصة وأن عناصر عبد الهادي السكتيوي عازمة على الانطلاق بشكل جدي في الدوري لبلوغ ما تم تسطيره من طرف مسيري النادي، لكن مهمة هؤلاء لا تخلو من صعوبة لكون لاعبي الفريق الزائر تحذوهم رغبة قوية للرد من خلال هذا اللقاء على منتقدي الفريق، وعلى ما تعرضوا له من سلوكات من فئة معينة من أنصار النادي القنيطري. ويقوم وداد فاس المعذب في مراكز الخطر، برحلة محفوفة بالمخاطر ستقوده إلى العيون لمواجهة شباب المسيرة، في لقاء يجمع فريقين يسعيان إلى إغناء رصيدهما بنقط تقيهم شر الذيل، خاصة الفريق الزائر الذي لم يتوفق في إحراز أول فوز له في البطولة إلا في حدود الدورة الثامنة بعد سلسلة من النتائج المخيبة، والتي وضعته في موقع مقلق للغاية، سيدفع ولا شك لاعبيه إلى بذل جهد كبير للعودة بثلاث نقط ترفع من معنويات لاعبيه وتقوي من عزيمتهم في القادم من المباريات، لكن مواجهتهم لمنافس من حجم شباب المسيرة ستخلق لهم بعض المتاعب، في ظل الارتقاء الذي شهده أداء لاعبي الفريق في اللقاءات الأخيرة، وذلك بتقديم لاعبيه لعروض طيبة خلقت بعض المشاكل لأندية كبرى، إذ تنم كل المؤشرات على أن حظوظ الفوز تبقى بجانب الفريق المحلي، لكن عامل المفاجأة يظل واردا. وسيكون أولمبيك خريبكة على موعد مع فرصة للتصالح مع أنصاره والعودة إلى عهد التوهج والفرجة، وذلك حينما سيستقبل ضيفه أولمبيك أسفي الموجود في وضع غير مستقر من حيث النتائج، كما أن أوضاعه الفنية ليست بخيرّ، بعد فشل مسيريه في التعاقد مع مدرب للإشراف على إدارته الفنية، وهي معطيات من شأنها أن تؤثر على مردود لاعبي الفريق الزائر، وتتسبب في تلقيهم ضربة موجعة أخرى ستزيد من تأزم أوضاعهم، خاصة وأن لاعبي أولمبيك خريبكة لن يقبلوا بغير الفوز في هذا اللقاء، إن أرادوا تهدئة الأوضاع والتخفيف من انتقادات أنصار الفريق. ويحل الكوكب المراكشي ضيفا على جمعية سلا، في مباراة متكافئة سيسعى من خلالها الفريق الزائر إلى استعادة توازنه والعودة إلى التوهج بعد بداية موفقة أبهرت المهتمين بشؤون كرة القدم الوطنية، قبل أن يتراجع مردود عناصر فتحي جمال، بينما سيتطلع الفريق المحلي إلى تزكية صحوته وإثبات أنه خصم عنيد للأندية الكبيرة، إذ يتوقع أن تشهد هذه المباراة عروضا طيبة بالنظر إلى قيمة لاعبي الفريقين، وقدرتهم على تقديم منتوج كروي مميز، على غرار ما وقع في العديد من مبارياتهم في البطولة، وهي معطيات من الصعب الاستناد إليها في التكهن بنتيجة المواجهة.