رونالدو.. والببغاء الأخرس الميزانية الحمقاء التي صرفها فريق ريال مدريد من أجل تعزيز صفوف الفريق هذا العام ربما تتحول إلى أكبر عملية تبذير في تاريخ الكرة إذا استمر النحس يطارد الفريق الأبيض حتى نهاية الموسم. ريال مدريد، الذي عزز صفوفه بلاعبين يعتبرون من كواكب الكرة، وليس من نجومها فقط، هو اليوم في الصف الثاني بعد فريق برشلونة، الذي يلعب تقريبا بنفس الخردة التي لعب بها الموسم الماضي، ومع ذلك فإنه يحتل الصف الأول. ريال مدريد وقع هذا الموسم في أولى مشاكله الكبرى عندما أصيب اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سيغيب عن الملاعب مدة شهر، ومع ذلك فإن المنتخب البرتغالي يطالبه باللعب معه، وريال مدريد يرفض ويهدد باللجوء إلى الفيفا. وفوق هذا وذاك فإن رونالدو مرشح لكي يغيب عن مباراة الديربي الكبير مع برشلونة، وإذا غاب فعلا فإن الملايين المائة التي دفعت من أجله تشبه تماما المال الذي يدفعه الإنسان من أجل شراء ببغاء.. ببغاء أخرس. ما فائدة هذا اللاعب إذن وقد جاء معطوبا إلى الريال.. وستتكرر أعطابه كثيرا. البارصا.. والغيرة القاتلة فريق البارصا ينتصر، هذا شيء جميل لأنصاره، لكن انتصاراته غير مقنعة، وأكثر من هذا فإن الفريق لا يملك أي شيء من روحه القتالية التي أبان عنها الموسم الماضي، والتي جعلته واحدا من أشرس وأحسن الفرق العالمية وجعلته يفوز بثلاثة ألقاب في موسم واحد لأول مرة في تاريخه. هذا الموسم يبدو الفريق مختلفا، اللاعبون منهكون والمدرب تائه والانتصارات تأتي لكنها غير مقنعة، بينما يصاب الفريق بهزات مفاجئة تجعل جمهوره يتحسس قلبه وكأنه سيصاب بسكتة قلبية. العارفون بأمور البارصا وخباياها يقولون إن هذا الفريق يشبه الأرض الفلاحية، أي إنه ينبت الزرع والشجر لبعض الوقت، لكنه يحتاج إلى بعض الراحة لموسم أو موسمين من أجل استعادة النشاط والعافية. حاليا يفكر المدرب غوارديولا في تعزيز صفوف الفريق بلاعبين إضافيين خلال موسم الانتقالات الشتوي، مثل لاعب ريال مدريد سابقا البرازيلي روبينهو. لكن الخبر المثير فعلا هو الحديث الذي يدور حاليا حول إمكانية انتقال الإنجليزي واين روني، لاعب مانشستر يونايتد، إلى البارصا مقابل 95 مليون أورو، يعني تماما مثل صفقة زميله كريستيانو رونالدو الذي انتقل إلى ريال مدريد ب96 مليون أورو. إيوا هادي هي الغيرة وإلا فلا.. رونالدينو.. وعودة الروح اللاعب البرازيلي رونالدينو، الذي انتقل من البارصا إلى الميلان الإيطالي، كان يعتبر حتى وقت قريب في ذمة الله، وجنازته الكروية رآها العالم كله، ولم يبق غير دفنه، لأن إكرام الميت دفنه، غير أنه في الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن يدفن عادت إليه الروح فجأة وأصبح حيا يرزق. سبب عودة الروح إلى رونالدينو هو المباراتان الأخيرتان لفريقه الإيطالي مع ريال مدريد، لأن هذه اللقاءات ذكرت هذا اللاعب الأخرق بأيام العز في برشلونة حين كان يفعل في الملعب ما يشاء، لذلك عادت إليه خفته ومرونته وتخيل نفسه لا يزال يلعب مع البارصا، لذلك فإن فريقه انتصر في قلب مدريد، وتعادل في إيطاليا، وربح 4 نقاط من ريال مدريد في دوري الأبطال الأوروبي. الروح التي عادت إلى رونالدينو لا تزال تسري في جسده حتى الآن، والدليل على ذلك أنه كان صاحب الفضل في الانتصار الذي حققه فريقه أخيرا في الدوري الإيطالي عندما انتصر على لاتسيو بهدفين لهدف واحد. وإذا استمرت الروح تسري طويلا في جسد هذا اللاعب، فربما يتأجل دفنه إلى أجل لاحق. الحرب الأهلية في ريال مدريد منذ بضعة أسابيع بدأت حرب أهلية صغيرة وسط فريق ريال مدريد. المدرب بيليغريني غاضب من اللاعب غوتي، واللاعب غوتي غاضب من المدرب بيليغريني، والجمهور غاضب من الاثنين. المدرب الجديد لريال مدريد يبدو أنه لا يحب «الفشوش» كثيرا، لذلك عندما بدأ اللاعب المدلل غوتي في استعراض حماقاته الصغيرة فإن المدرب وضعه على الرف لكي يضع النقاط على الحروف، كما تقول أغنية روتانا كليب. الحرب لا تزال مستمرة حتى الآن لأن اللاعب غوتي لا يزال غاضبا، يعني أن المدرب أراد إرجاعه إلى اللعب لكن اللاعب يريد استعادة كرامته، يعني أن يعتذر له المدرب، وهذا لعمري قمة الحمق الكروي في فريق يقول إنه أفضل فريق في العالم. ريال مدريد يشبه المغرب، يعني أن فيه عددا كبيرا من الأحزاب. فيه حزب اللاعبين الإسبان، وفيه حزب اللاعبين الأوروبيين، وفيه حزب اللاعبين الهولنديين، وفيه حزب اللاعبين البرازيليين، وفيه أحزاب فردية.. يعني أن كل لاعب يقول إنه يشكل لوحده حزبا، مثل راوول ورونالدو وكاكا وغيرهما. ماذا يمكن أن يفعل إذن فريق فيه كل هذه الأحزاب؟ الجواب واضح.. ريال مدريد لم يستطع الأربعاء الماضي تجاوز فريق من الدرجة الثالثة في إقصائيات كأس الملك..