في جريمة قد تكون الأبشع في حق الأطفال بطنجة، عثرت مصالح الأمن، نهاية الأسبوع الماضي، على طفلة تبلغ من العمر سنتين ونصفا كانت مستعبدة من طرف تاجر مخدرات، وذلك خلال مداهمة محل سكناه بحي «فندق الشجرة» الشعبي. وكانت مصالح الأمن قد داهمت منزل شخص يتحدر من القصر الكبير، ويلقب ب»ولد القصرية»، مشتبه في ترويجه للمخدرات، وخاصة مخدر «السيليسيون»، ليتم بالفعل حجز كمية من الممنوعات وتوقيف المتهم داخل المكان نفسه، لكن المفاجأة الصادمة كانت هي العثور على طفلة في وضع صحي حرج. وإلى جانب ضبط المتهم في وضع غير أخلاقي رفقة بائعة هوى، عثرت الشرطة على الطفلة ذات سنتين ونصف في حالة مزرية، إذ كانت تعاني من آلام حادة في الجهة الوسطى من جسدها، بالإضافة إلى معاناتها من حالة ذعر غير طبيعية. وعند فحصها تبين أنها تعرضت لاعتداء جنسي همجي ومتكرر من طرف الشخص الموقوف، بالإضافة إلى تعرضها لأشكال مختلفة من التعذيب، من بينها الكي بالسجائر في أماكن حساسة من جسدها، ما نتج عنه التهابات خطيرة. وتم نقل الطفلة إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاج، حيث أكد مصدر طبي أنها تعرضت بالفعل لافتضاص بكارتها، بالإضافة إلى تعرضها لرضوض وحروق في أنحاء متفرقة من جسدها، ما يؤكد تعرضها إلى مسلسل من التعذيب. وكشفت التحقيقات أن الطفلة لم تكن سوى ابنة زوجة الموقوف، والتي كانت تقضي اليوم بطوله خارج المنزل للقيام بأمور مشبوهة، حسب تعبير مصدر «المساء»، تاركة الطفلة مع زوجها الذي كان «يتلذذ» بتعذيبها واغتصابها بطريقة «سادية»، يضيف المصدر نفسه. وتم استدعاء أم الطفلة، أيضا، للتحقيق معها حول إهمال ابنتها، ومدى مساهمتها في جريمة الاعتداء عليها، فيما تمت إحالة المتهم على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بطنجة من أجل عدة تهم من بينها هتك عرض قاصر وتعذيبها. وعلمت «المساء» أن سيدة في الحي نفسه، تعاطفت مع الطفلة وتستعد لتقديم طلب للوكيل العام للملك للتكفل بها.