بعد أربع سنوات، وبالضبط في أوائل سنة 2019 سيكون بإمكان المواطنين البيضاويين امتطاء الخط الثاني من "الطرامواي" في العاصمة الاقتصادية، الخط الذي يمكنه أن يخفف من حدة أزمة المواصلات في أكبر مدينة في المغرب. وحسب مجلة "على مسار "الطرامواي"، وهي مجلة مجانية تصدر كل شهرين لمستعملي "الطرامواي" في الدارالبيضاء، فإنه سيتم الشروع في إنجاز هذا الخط بعد أن تم الانتهاء من دراسات التصميم المفصل، على اعتبار أن المرحلة الأولى تهم الأشغال التحضيرية لتحويل شبكات التحت أرضية للماء الكهرباء والاتصالات، وهي العملية ذاتها التي سبقت إنجاز الخط الأول ل"الطرامواي" الذي بدأ مساره في الدارالبيضاء في 12 دجنبر 2012. وستدوم هذه المرحلة حوالي سنة قبل الشروع في أشغال البنية التحتية والتهيئة. وستدخل شركة البيضاء للنقل، وهي واحدة من شركات التنمية المحلية التي رأت النور قبل سنوات، في تحد جديد لإخراج مشروع الخط الثاني ل"الطرامواي" في غضون السنوات القليلة المقبلة، إذ بعدما استطاعت هذه الشركة أن تخرج مشروع الخط الأول ل"الطرامواي" في الأجل الذي تم الالتزام به، واعتبر العديد من مراقبي الشأن المحلي ذلك مؤشرا على قدرة هذه الشركة على الالتزام بإنجاز الخط الثاني ل"الطرامواي" على اعتبار أنه جرى الترويج منذ عقود لمشروع الميترو في العاصمة الاقتصادية إلا أن هذا المشروع كان يتم فقط على "الماكيط". وحسب مخطط تنمية جهة الدارالبيضاء 2015 / 2020، فإن الدارالبيضاء ستعرف إنجاز مجموعة من خطوط الطرامواي، الأول سيمتد على مسافة 15 كيلومترا بكلفة تقدر بأزيد من 3 مليارات درهم وسيربط بين أنوال والفداء والمحطة الطرقية وعين السبع وسيدي البرنوصي، أما الخط الثاني فسيربط بين منطقة الهراويين وأولاد زيان ومحطة الدارالبيضاء الميناء على مسافة 14 كيلومترا، وبخصوص المشروع الثالث فسيربط بين شارع محمد السادس والقدس وسيدي معروف وستكون مسافته كسابقه، والرابع هو المشروع الذي سيربط بين مولاي رشيد وادريس الحارثي ومحمد السادس ووسط المدينة ومسجد الحسن الثاني وهو أطول خط في هذه المشاريع، إذ سيقام على مسافة تقدر ب 18 كيلومترا، بينما الخط الجامع بين حي الرحمة والألفة والحي الحسني فسينجز على مسافة 10 كيلومترات وهو أقصر خط ضمن هذه المنظومة، وسيتم إنجاز 15 محطة إبدال على مستوى جميع الخطوط. وتحاول الدارالبيضاء أن تتجاوز الإشكال الكبير الذي تعرفه منذ سنوات بخصوص أزمة النقل والتنقل، حيث إن ذلك يعتبر واحدا من الإكراهات الكثيرة التي تواجه العاصمة الاقتصادية، وتؤكد بعض المصادر أن المشاريع التي تنوي السلطات العمومية إنجازها في المدينة بخصوص قطاع النقل كان من المفروض أن تظهر إلى الوجود سنوات الثمانينات، إلا أنه وقع تأخر كبير، مما فاقم بشكل كبير معضلة النقل في المدينة، لدرجة أن مجموعة من سكان المناطق الضاحوية يعانون كثيرا مع قلة وسائل النقل، بل هناك من يضطر إلى الاستعانة بالعربات المجرورة أو "الخطافة" في صورة تثير الكثير من التذمر في مدينة تسعى إلى منافسة أكبر المدن العالمية.