ستكون الدارالبيضاء أمام امتحان مرتبط بشبكة النقل والتنقل، إذ من المفترض أن يتم إنجاز خمسة خطوط للطرامواي ستنضاف إلى الخط الأول الذي تم إحداثه في دجنبر 2012، وذلك بهدف وضع حد للأزمة التي عانى منها سكان المدينة لعقود طويلة مع مشكل النقل والتنقل، وببناء نظام نقل عصري ينسجم مع متطلبات هذه المدينة التي تتوسع بشكل مرعب في كل الاتجاهات. وتختلف المسارات المحددة لخطوط الطرامواي الخمسة من جهة إلى أخرى، "المساء" تكشف هذه المسارات، خاصة أن هناك تعطشا من قبل الكثير من المواطنين لمعرفة مسارات الطرامواي التي تعتزم السلطات العمومية إحداثها، إذ سيتم رصد مبلغ 16 مليار درهم لهذه العملية. الخط الأول سيمتد على مسافة 15 كيلومترا بكلفة تقدر بأزيد من 3 مليارات درهم وسيربط بين أنوال والفداء والمحطة الطرقية وعين السبع وسيدي البرنوصي، أما الخط الثاني، فهو الذي سيربط بين منطقة الهراويين وأولاد زيان ومحطة الدارالبيضاء الميناء على مسافة 14 كيلومترا، وبخصوص الخط الثالث فسيربط بين شارع محمد السادس والقدس وسيدي معروف وستكون مسافته كسابقه. ويتعر الخط الذي سيربط بين مولاي رشيد وادريس الحارثي ومحمد السادس ووسط المدينة ومسجد الحسن الثاني أطول خط في هذه المشاريع، إذ سيقام على مسافة تقدر ب 18 كيلومترا، في حين أن الخط الجامع بين حي الرحمة والألفة والحي الحسني سينجز على مسافة 10 كيلومترات هو أقصر خط ضمن هذه المنظومة، وسيتم إنجاز 15 محطة إبدال على مستوى جميع الخطوط. مشاريع الطرامواي الجديدة عوضت المشروع الضخم الذي كان سيتم إنجازه في العاصمة الاقتصادية والمتعلقة بالميترو العلوي، فبعد أن تقدمت الدراسات بشكل كبير في هذا المشروع ارتأت السلطات العمومية تعويضه بخطوط جديدة ل "الطرامواي". القضية أثارت في حينها ردود فعل متباينة بين معارض ومؤيد، فالآراء التي عارضت هذه الفكرة أكدت أن ذلك يعني شيئا واحدا هو الارتجال في قضايا مصيرية، إذ لا يعقل، بعد استنزاف الملايير في الدراسات، أن يتم التخلي عن هذا المشروع بجرة قلم، في حين أن الآراء الأخرى أوضحت أنه لا يعقل صرف الملايير من الدراهم على مشروع واحد، في حين أن سكانا كثيرين في المدينة سيظلون يعانون من أزمة النقل، لاسيما أن هناك مركبات سكنية كثيرة تم إنجازها من حق سكانها أن ينعموا بوسائل نقل تحترم كرامتهم. وبعد جدال طويل تم تبني مشروع إنجاز خمسة خطوط ل"الطرامواي، لكن السؤال الكبير هو: هل سيتم الالتزام بإنجاز هذه الخطوط، أم أن الأمر سيبقى فقط حلما جميلا بالنسبة إلى سكان المدينة، كما هو الحال بالنسبة لمشروع الميترو الذي لم ير النور رغم الحديث المتكرر منذ سنوات عن هذا المشروع. وكانت الدارالبيضاءالمدينة الثانية وطنيا التي تم بها إنجاز مشروع الطرامواي بعد العاصمة الرباط، فيما تنوي مجموعة من المدن الكبيرة إنجاز هذه الوسيلة التي من شأنها أن تعالج الإشكال الكبير الذي تعرفه هذه المدن مع قلة وسائل النقل الحضري.