وصف ضحايا شركة «جنرال كونتراكتور» بمشروع تامسنا مطالبة مستثمرين جدد إياهم بتسديد ما تبقى بذمتهم لتسلم شققهم ب«الصاعقة»، وقالوا إن هذا التصرف يزيد من عمق الجروح التي أصيبوا بها بعد فشل الشركة في الوفاء بتعهدها بتسليمهم شققهم قبل عام ونصف. وأكد الضحايا الذين يصل عددهم إلى 3500 أسرة أنهم فوجئوا خلال شهر سبتمبر وبداية أكتوبر الجاري بإرسالية من طرف شركة «سانتوري ماروك» تهددهم بإلغاء عقود الشراء التي وقعوها قبل حوالي سنتين مع «جنرال كونتراكتور» إذا لم يسددوا ما تبقى بذمتهم قبل أجل حدد في شهر أكتوبر الجاري. واستغربت جمعية «تامسنا أولا» لهذا الإجراء الجديد وقال الحسين الحياني رئيس الجمعية ل «المساء» إن «هذا التصرف بعثر جميع أوراق ملف تامسنا الذي يعيش أصلا مشاكل بالجملة ضحيتها الأولى والأخيرة هم المواطنون». وأضاف الحياني غاضبا «سبب دهشتنا واستغرابنا هو بأي صفة أقدمت شركة « سانتوري ماروك» على بعث هذه الرسائل/التهديدات نيابة عن شركة «جنرال كونتراكتور»، وهذا يزكي شكوكنا بأن صفقة تمت لبيع شركة «جنرال كونتراكتور» لفائدة مستثمرين جدد، من بينهم شركة «سانتوري ماروك» في غياب الوزارة الوصية على المشروع». وفي نظر الحياني فإن هذه الشكوك، إذا ما تأكدت، فإن ملف ضحايا تامسنا سيعرف منعطفا جديدا وخطيرا بحسب تعبيره «لأن الوزارة الوصية رفضت، في إرسالية حصلت «المساء» على نسخة منها، أن تتم صفقة البيع بسبب عدم توفر الضمانات الكافية لها». وتؤكد جمعية «تامسنا أولا» أن «الضحايا الذين فقدوا مدخرات حياتهم واضطروا منذ عام ونصف لتسديد سومة الكراء وحصص القروض البنكية في وقت واحد، يصعقون الآن بمطالبتهم بتسديد ما تبقى بذمتهم من أموال، في حين لم يتسلم أي واحد، حتى من الذين التزموا بما عليهم من مال، أي شقة، بل إن غالبية المشاريع لم تبدأ إلى الآن». وانضم منخرطون جدد مع شركات أخرى غير شركة «جنرال كونتراكتور» إلى قائمة الضحايا بعدما «عجزت» الشركات عن الوفاء بتعهداتها إزاءهم وتسليمهم شققهم في الوقت المحدد. وشككت مصادر على علاقة بالملف، فضلت عدم الكشف عن نفسها، في وجود ما أسمتها «تحركات خفية لتعطيل مشروع تامسنا بكامله، لأن الحكومة غير مستعدة لتجهيز مدينة بكاملها بالبنيات التحتية والطرق والمدارس والمستشفيات والمؤسسات العمومية والأمنية وكل ما يوجد بها الآن مجرد مبان غالبها لم ينته، في حين يقتصر تمثيل الدولة على عدد بسيط من القوات المساعدة ورجال الدرك». ومن جهته، قال الحسين الحياني ساخرا من هذا الوضع «مشكلتنا الآن كمواطنين ضحايا لمشروع تامسنا ترتبط بحزب الاستقلال لأن وزراء الحزب ابتداء بتوفيق احجيرة وكريم غلاب، وانتهاء بالوزير الأول عباس الفاسي، مرورا بوزيرة الصحة ياسمينة بادو هم المسؤولون المعنيون بشكل مباشر بالمشروع، وهذه مأساة حقيقية مستمرة للأسف منذ سنة ونصف، لأن المدينة بكاملها تعاني من غياب الطرق والمستشفيات وعدم تسليم الشقق لأصحابها في الوقت المحدد».