شهد ملف مشروع تامسنا تطورات ملفتة بعد كشف جمعية «تامسنا أولا» عن اختفاء «مفاجئ» للمدير العام السابق لشركة جنرال «كونتراكتور»، على إثر عجز الشركة في عهده عن الوفاء بالتزاماتها إزاء المتعاقدين معها والذين ظلوا لمدة 18 شهرا ينتظرون تسلم شققهم. وأكد الحسين الحياني، رئيس الجمعية، في حديث مع «المساء»، أن الكثير من الغموض يلف شخصية المدير العام المختفي من حيث كونه يحمل جنسية مزدوجة (مغربي – فرنسي) واسمين مختلفين (بنجامان شتريت وبنجامان جيمس) إلى جانب 3 عناوين مختلفة. وأضاف الحياني أن «ضحايا الشركة يطالبون بالكشف عن مصير المدير العام السابق الذي يبقى، رغم إقالته من رئاسة الشركة، عضوا مساهما فيها، ومحاكمته لاسترداد حقوقهم بعد 18 شهرا من الانتظار». جاء ذلك في وقت علمت فيه «المساء» بأن إدارة «جنرال كونتراكتور» قامت بعملية افتحاص داخلية كشفت عن اختلالات مالية مهمة، قررت على إثرها طرد شتريت وبعض المدراء. وتأكد أن الشركة استأنفت عملية بناء الشقق والتزمت مع الدفعة الأولى من المتعاقدين معها (1720 عائلة) بتسليمهم المفاتيح خلال شهر سبتمبر 2009، معتذرة لهم عن التأخير. وطالبت جمعية «تامسنا أولا» وزارة الإسكان ومؤسسة العمران بحماية الضحايا، من خلال فتح تحقيق حول اختفاء المدير العام السابق، وتعويض العائلات عن التأخر في تسلم شققهم لمدة وصلت إلى عام و6 أشهر. كما تساءلت عن الإجراءات التي ستقوم بها الحكومة المغربية لحماية المواطنين من «عمليات النصب» التي يمارسها الأجانب عليهم. جاء ذلك متزامنا مع ظهور معلومات جديدة تتحدث عن تورط المدير نفسه (بنجامان شتريت) في ما وصف بكونه «فضيحة عقارية» أخرى بمدينة الدارالبيضاء. فقد تقدمت عائشة المسعودي، موثقة بالعاصمة الاقتصادية، يوم 18 يوليوز الجاري بشكاية جنائية ضد شتريت تتهمه فيها ب«التزوير واستعمال وثيقة مزورة والنصب وإصدار شيك بدون رصيد وخيانة الأمانة وعدم تنفيذ عقد». وجاء في تفاصيل عريضة الدعوى التي حصلت «المساء» على نسخة منها أن المسعودي قامت، بصفتها موثقة، بتحرير عقد بيع عقار بين شركة عقارية وبين شركة يعتبر شتريت مسيرها الوحيد يوم 21 دجنبر2006 بثمن وصل إلى 16 مليونا و500 ألف درهم، تم أداؤه بواسطة شيك بنكي مسحوب باسم زوجته (بريسيسيات بياتريس)، تبين في ما بعد أن الرصيد غير كاف. وتوضح العريضة أنه نتيجة «تماطل صاحب الشيك، اضطر المتعاقدون لإبرام عقد إقالة اختيارية بتاريخ 25 و28 من شهر شتنبر 2007» تم على إثرها فسخ كافة آثار عقد البيع. لكن المفاجأة حدثت، حسب العريضة، يوم 24 مارس 2009، حيث توصلت الموثقة المسعودي، عن طريق الفاكس، برسالة من المدير العام السابق لجنرال كونتراكتور يخبرها فيها أن العقار أصبح في ملكيته، حسب عقد البيع الذي تم إلغاؤه قانونيا. واتضح من خلال أوراق الملف أن شتريت سبق له أن أخذ قرضا من أحد البنوك وصل إلى 11 مليون درهم، في الوقت الذي استغربت فيه جمعية «تامسنا أولا» والموثقة المسعودي من الكيفية التي تم بها تمرير الاعتراف بالعقار لصاحبه الجديد في محافظة الدارالبيضاء. ومن المرتقب أن يشهد ملف بنجامان شتريت وزوجته بريسيسيات بياتريس مفاجآت ساخنة، خاصة وأن ما تتحدث عنه عريضة الدعوى من «نصب واحتيال» طال عددا من المؤسسات الوطنية. ويبلغ عدد المتضررين من تأخر تسليم الشقق في تامسنا حوالي 25 ألف شخص، يشتكون من تضاعف تداعيات المشكل بعد أن اضطر أغلبهم إلى تسديد سومة الكراء لمدة سنة ونصف، إلى جانب مستحقات البنك في وقت واحد، «وهم الذين كانوا يعتقدون أنهم سيكتفون بتسديد مستحقات البنك وهم مرتاحون في شققهم».