عرفت قضية ضحايا شركة جنرال كونتراكتور بمشروع تامسنا تطورا ملفتا بعد ظهور رسالة تشير إلى أن الشركة بيعت إلى مستثمرين جدد ضدا على رغبة الوزارة الوصية التي سبق أن رفضت الصفقة «لعدم وجود ضمانات كافية». وتشير الرسالة الموقعة من طرف المالك السابق للشركة «أندريه كريكوريان» والتي وجهها إلى رئيس هولدينغ العمران إلى أن مالكي جنرال كونتراكتور فوتوا بتاريخ 9 شتنبر 2009 الشركة إلى رجل الأعمال فتح الله برادة ومجموعته، وأنهم بسبب ذلك لم تعد لهم أدنى تمثيلية بمجلس إدارة الشركة. ويضيف كريكوريان في الرسالة نفسها المؤرخة في 7 أكتوبر الجاري أنه بسبب عملية «التفويت» تلك «لم نعد نمثل أو نتحرك باسم شركة جنرال كونتراكتور أو نحمل الصفة القانونية داخلها». وطلب كريكوريان من مدير شركة العمران التواصل مع عبد الفتاح برادة رئيس الشركة الجديد ومجموعته في كل ما يعرض للشركة من مستجدات. وحاولت «المساء» الاتصال بكريكوريان للتأكد من صحة الرسالة لكن تعذر ذلك، مثلما تعذر التواصل مع مسؤولين سابقين في جنرال كونتراكتور. وعلق الحسين الحياني، رئيس جمعية «تامسنا أولا» في اتصال مع «المساء» على الرسالة بقوله «لا شك أنها فضيحة من العيار الثقيل في حال تأكدت صحتها ونسبتها إلى المدير العام السابق للشركة، إذ كيف تتم عملية البيع علما أن الوزارة الوصية ترفض ذلك؟». وفي نظر الحياني فإن هذه الشكوك إذا ما تأكدت فإن ملف ضحايا تامسنا سيعرف منعطفا جديدا وخطيرا بحسب تعبيره «لأن الوزارة الوصية رفضت في إرسالية سابقة حصلت «المساء» على نسخة منها أن تتم صفقة البيع بسبب عدم توفر الضمانات الكافية لها». وبحسب الإرسالية التي بعثت بها هولدينغ العمران إلى كريكوريان بتاريخ 30 شتنبر الماضي، فإن صفقة بيع أسهم الشركة إلى عبد الفتاح برادة ومجموعته لا يمكن أن تتم «لغياب الضمانات الكافية» معلنة رفضها بشكل صريح لأي عملية بيع قبل الوفاء بالشروط المطلوبة التي حثت كريكوريان على المسارعة في البحث عنها وتطبيقها. وكانت شكوك الضحايا حول عملية البيع قد تأكدت بعد توصل بعضهم من طرف شركة «century 21 maroc» بمراسلات قانونية تطالبهم بتسديد ما تبقى في ذمتهم لتسلم شققهم تحت طائلة إلغاء عقود البيع، وهي المراسلات التي وصفوها ب»الكارثية» وقالوا إن هذا التصرف يزيد من عمق الجروح التي أصيبوا بها بعد فشل الشركة في الوفاء بتعهدها بتسليمهم شققهم قبل عام ونصف. واستغرب الضحايا الذين يصل عددهم إلى 3500 أسرة هذا الإجراء، وقالوا إنه «يبعثر جميع أوراق ملف تامسنا الذي يعيش أصلا مشاكل بالجملة ضحيته المواطنون الذين ينتظرون منذ سنة ونصف الحصول على شققهم». وتقدر جمعية «تامسنا أولا» حجم الخسائر التي مني بها ضحايا جنرال كونتراكتور بعد أكثر من سنة ونصف من انتظار تسلم شققهم ما بين 10 و20 مليون سنتيم هي ثمن تسديد السومة الكرائية ومصاريف المعيشة اليومية، تضاف إليها المبالغ الطائلة التي دفعت مقابل الشقق المنتظرة. ويبلغ عدد ضحايا الشركة 3500 شخص، وهدد الحياني بالتصعيد إذا لم تنجح الوزارة في إجبار الشركة على الوفاء بالتزاماتها وتسليم الضحايا شققهم التي طال انتظارها. يذكر أن مشروع تامسنا انطلق يوم 13 مارس 2007 عندما أعطى ملك البلاد محمد السادس إشارة الانطلاق لبنائه لمحاربة السكن العشوائي ولتخفيف الضغط العمراني على مدن الرباط وسلا وتمارة، وتم رصد اعتمادات بقيمة 3.3 ملايير درهم، منها 1.3 مليار درهم لتجهيز الشطر الأول من هذا المشروع.