قررت جمعية «تامسنا أولا» عقد جمع عام وطني وصف ب«الحاسم» من المرتقب أن يعقد في العاصمة الرباط، يوم 18 أو 25 من شهر أكتوبر 2009. وعلمت «المساء» أن الجمعية ستكشف خلال هذا اللقاء عن ملفات وقضايا ساخنة مرتبطة بشركة جنرال كونتراكتور العاملة بمشروع تامسنا والأطراف المتورطة فيها، وهو ما أكده رئيس الجمعية الحسين الحياني ل«المساء»، مضيفا بأن الندوة ستعمل على فضح كل اللوبيات التي استفادت من أموال البسطاء لتحقيق أغراضها، كما ستشكل فرصة لكشف مدى صحة التسريبات التي تتم من حين لآخر بغرض تشويه حقيقة ما يجري على أرض تامسنا. وطفت إشاعات أخيرة على السطح تشير إلى وجود انفراجات في موضوع تامسنا، وكان آخرها استعداد مجموعة الضحى لشراء شركة جنرال كونتراكتور، وهو ما نفاه الحياني الذي أكد على أن «الغرض من مثل هذه التسريبات هو تنويم المتضررين ومحاولة إنقاذ جنرال كونتراكتور من ورطتها». وتعهد الحياني بأن جمعيته ستكشف عن «حقائق صادمة لا يستطيع أي واحد أن يتصورها، ولدينا كل البراهين التي تؤكد كلامنا»، موضحا أن العائلات المتضررة لن تتوانى عن متابعة الشركة وكل من ثبت تورطه في تعطيل استفادة المواطنين من شققهم. وانتقد رئيس جمعية تامسنا أولا وزارة الإسكان واتهمها بعدم سعيها لتفعيل آليات التواصل مع ضحايا جنرال كونتراكتور، رغم محاولات الجمعية. جاء ذلك في وقت لم تكشف فيه اللجنة، التي أحدثتها وزارة الإسكان، بعد عن تقريرها الذي تعهدت بإصداره بعد مرور أسبوعين على إنشائها يوم 3 شتنبر الجاري. وكانت «تامسنا أولا» قد قررت مقاطعة الاجتماعات التي عقدتها اللجنة الوزارية مع أطراف الملف حيث أكد رئيس الجمعية أن تلك اللقاءات هي عبارة عن «مضيعة للوقت وهروب إلى الأمام، كمن يفتح تحقيقا يبحث هل الشمس موجودة أم لا». وذكر الحياني أن من يريدون فتح التحقيق الجديد هم شركاء في الملف ويعلمون كافة تفاصيله لأن الوزارة هي السلطة الوصية وشريكة ومستفيدة من المشروع بذراعها العقارية، علما أن الجمعية اجتمعت بممثلي وزارة الإسكان وجنرال كونتراكتور مرات متتالية دون جدوى. وتتكون اللجنة من المدير المركزي للتعمير والمديرة المركزية للإنعاش العقاري والمدير المركزي للشؤون القانونية، إلى جانب مدير الوكالة الحضرية للرباط سلا والرئيس المدير العام لشركة «العمران تامسنا» الجهة الوصية على المشروع. وما يزال عمل اللجنة طي الكتمان حيث التزمت لدى إنشائها ب «تدقيق البحث من خلال التشاور مع الإدارات المعنية بتدبير ملفات التعاقد التجاري الثنائي وتتبع تنفيذ الالتزامات المالية مع الأبناك والمقاولات وباقي المعنييين بمضامين دفاتر التحملات أملا في إنجاح دور الوساطة الذي تقوم به الوزارة». وتقدر جمعية «تامسنا أولا» حجم الخسائر التي مني بها ضحايا جنرال كونتراكتور بعد أكثر من سنة ونصف من انتظار تسلم شققهم ما بين 10 و20 مليون سنتيم هي ثمن تسديد السومة الكرائية ومصاريف المعيشة اليومية، تضاف إليها المبالغ الطائلة التي دفعت مقابل الشقق المنتظرة. ويبلغ عدد ضحايا الشركة 3500 شخص. وهدد الحياني بالتصعيد إذا لم تنجح الوزارة في إجبار الشركة على الوفاء بالتزاماتها وتسليم الضحايا شققهم التي طال انتظارها. يذكر أن مشروع تامسنا انطلق يوم 13 مارس 2007، عندما أعطى ملك البلاد محمد السادس إشارة الشروع في بنائه لمحاربة السكن العشوائي ولتخفيف الضغط العمراني على مدن الرباطوسلا وتمارة، وتم رصد اعتمادات بقيمة 3.3 ملايير درهم، منها 1.3 مليار درهم لتجهيز الشطر الأول من هذا المشروع. وتمتد مدينة «تامسنا» على مساحة إجمالية تقدر بنحو 4 آلاف هكتار، منها 840 هكتارا كنواة أولى للمشروع الذي استقطب بعيد انطلاقه بأيام قليلة حوالي 80 ألف طلب، في وقت توقع فيه المشرفون حينئذ أن يصل عدد الطلبات إلى نحو 250 ألف طلب.