شهد ملف ضحايا شركة «جنرال كونتراكتور» بمشروع تامسنا تطورا جديدا بعدما تقدم فريق حزب العدالة والتنمية بطلب إلى لجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأساسية لإيفاد لجنة استطلاعية إلى مدينة تامسنا. وأكد مصطفى الرميد رئيس الفريق النيابي لحزب بنكيران في اتصال مع «المساء» أن نواب الحزب استمعوا إلى ادعاءات تشير إلى أن حقوق 3500 مواطن من زبناء «جنرال كونتراكتور» ضاعت بسبب مشاكل في التدبير، كما استمعوا إلى وجهة نظر العرايشي بدوي نجيب، مدير مجموعة العمران، بشأن ما يقوله ضحايا «جنرال كونتراكتور»، سعيا وراء الاطلاع على الصورة بمختلف أبعادها. وهو ما أكده إدريس إفينا، المسؤول بشركة العمران، الذي قال ل«المساء» إن فريق العدالة والتنمية اجتمع مع مدير مجموعة العمران «الذي أوضح الصورة أمام النواب الذين قد تغيب عنهم بعض المعطيات، ونحن نعتبر مثل هذا التواصل إيجابيا وضروريا». ونفى إفينا من جهته أن يكون لدى مسؤولي العمران علم بطلب إرسال لجنة استطلاعية إلى تامسنا. وأوضح الرميد أن المسطرة تقتضي تقديم الطلب إلى لجنة الداخلية التي تنظر فيه وتحيله في حالة الموافقة على مكتب مجلس النواب. وقال ل«المساء» إن «النواب ملزمون بالقيام بواجبهم في مراقبة التدبير الحكومي للمشاريع العمومية، وتوضيح الحقائق في ما يرتبط بالقضايا التي تثير الجدل، واللجنة في حالة الموافقة عليها ستذهب إلى تامسنا لتقف على الحقائق المجردة، وتصدر تقريرا حول الموضوع». وشرح ما يجري بعدها قائلا «المفترض أن تشتغل الفرق النيابية على توصيات اللجنة، وتعمل على القيام بواجبها في توضيح الحقيقة والمساعدة على إيجاد الحلول للمشاكل العالقة». الحسين الحياني أشاد من جهته بفريق الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية بالبرلمان وقال إنهما الوحيدان اللذان اهتما بموضوع تامسنا، مؤكدا استماع نواب حزب المصباح لجمعية تامسنا أولا باعتبارها تمثل ضحايا «جنرال كونتراكتور». وذكر الحياني ل«المساء» أن «معلومات وصلتني تبرز أن حياتي باتت مهددة بسبب نضالي في مواجهة المأساة التي تعرضنا لها كضحايا»، واتهم مجموعة العمران «بترويج المغالطات»، مؤكدا أن الضحايا في مشروعي هبة والوازيس ما زالوا لم يتوصلوا بشققهم منذ نحو عام و8 أشهر. وقال الحياني «إن العمران تروج أنها ستسلم 1500 شقة ونحن نؤكد أنها لا تعني ضحايا «جنرال كونتراكتور» وإنما تعني زبناء آخرين، في وقت يتوهم فيه الناس أن مشكلتنا ستحل وهي في الحقيقة قائمة». ووجه الحياني انتقادات لاذعة لمجموعة العمران وقال إنها لم تقم بما يلزم لإنهاء المشكل، موضحا أنه ينتظر نتائج الرسالة التي بعثت بها جمعية «تامسنا أولا» إلى ملك البلاد لبحث التحركات الممكنة لمواجهة العمران، كما انتقد بشدة عدم تسليم جمعيته وصل الإيداع، رغم وعود عديدة من طرف والي جهة الرباط. وأوضحت شركة «جنرال كونتراكتور» من جهتها في بلاغ إشهاري نشرته وسائل إعلام وطنية أمس بأن الشركة بيعت لمالكين جدد في إطار احترام القوانين المنظمة، وهو ما تنفيه «تامسنا أولا»، وحتى مجموعة العمران رفضت، في رسالة، عملية البيع دون توفر ضمانات كافية. يذكر أن مشروع تامسنا انطلق يوم 13 مارس 2007 عندما أعطى ملك البلاد محمد السادس إشارة الانطلاق لبنائه لمحاربة السكن العشوائي ولتخفيف الضغط العمراني على مدن الرباط وسلا وتمارة، وتم رصد اعتمادات بقيمة 3.3 ملايير درهم، منها 1.3 مليار درهم لتجهيز الشطر الأول من هذا المشروع.