أكدت مصادر مطلعة، أن المدينةالجديدةتامسنا التي ستأوي 250 ألف نسمة لا تتوفر إلا على مدخلين، وبالرغم من أن انطلاقة إحداثها من قبل الملك محمد السادس كانت منذ سنة 2007 إلا أن الواقع يكذب كل التخمينات السابقة، هذا وقد سبق لمدير المدينةالجديدةتامسنا؛ أن صرح أن أشغال البنيات التحتية المهيكلة للمدينة ستنتهي في أواخر سنة 2008 وبعد مرور سنتين على هذا التصريح لازالت العائلات التي استلمت المفاتيح، والتي لا يتعدى عددها 700 أسرة تعاني من انعدام النقل الحضري داخل المدينة، بالإضافة إلى انعدام الحمامات والمدارس والمحلات التجارية، والمرافق الرياضية. هذا في الوقت الذي استحال عن عائلات أخرى التنقل إلى مساكنها بالرغم من تسلمها المفاتيح، ولازالت تتكبد تكاليف الكراء أوالسكن لدى بعض أفراد العائلة. وحسب نفس المصادر، فمن ضمن 25 مدرسة ابتدائية مبرمجة، فإن واحدة منها فقط بدأت تمارس أعمالها بصورة فعلية، وثلاثة منها في طور الإنجاز، ومن بين 12 إعدادية فأول إعدادية ستكون جاهزة، وتفتتح أثناء الدخول المدرسي لسنة .2010 ومن ضمن 5 مراكز صحية ومستشفى مبرمجة تم الشروع في بناء مركز واحد، وتم الشروع في بناء مسجدين من أصل ثلاثة، ولا يعرف وقت الانتهاء منهما. وحمل الحسين الحياني، رئيس جمعية تامسنا أولا، مسؤولية التعثر الذي تعرفه مدينة تامسنا إلى شركة العمران باعتبارها المكلفة بالتهيئة، ووزارة الإسكان بشكل مباشر. وأكد الحياني في تصريح لالتجديد أن المفروض أن تكون المدينة جاهزة بعد سنوات قليلة، إلا أن الواقع يكذب تلك المزاعم، مشيرا إلى أن شركة العمران نفسها أوقفت الأشغال بإحدى مشاريعها منذ سنة مضت، وأن صهريج الماء سبق أن شيد منذ سنة ونصف السنة دون أن يتم تجهيزه وجلب الماء إليه، ناهيك عن البنية التحتية التي لازالت تعاني الكثير من الاختلالات بسبب عدم وفاء الإدارات والجهات المعنية بإنشاء التجهيزات الداخلية (الإنارة العمومية، الطريق، النقل...). من جهة أخرى، ركز الحياني على موقف شركة العمران ووزارة الإسكان والتعمير السلبي في حل مشكل 3500 متضرر من شركة كونتراكتور المغرب بدون مبرر معقول، متسائلا عن مصير ميزانية 2008و2009 المرصودة للمشروع، في الوقت الذي تعاني فيه مئات الأسر من الديون المتراكمة. وبسبب التعثر الحاصل في إنجاز العديد من المدن الجديدة بالمغرب، وصعوبات التنفيذ، وعدم الوفاء بالالتزامات والعقود التي تبرمجها الجهات المعنية، شرع الفريق الاشتراكي بمجلس النواب في تنفيذ المساطر البرلمانية المنصوص عليها في القانون للتحقيق في ما يعرفه إنجاز هذه المدن. وطلب الفريق الاشتراكي في مذكرة مؤرخة في 14 شتنبر 2009 بعث بها رئيس الفريق إلى رئيس مجلس النواب-تتوفر التجديد على نسخة منها، أن يباشر نواب من لجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأساسية، مهمة استطلاعية بشأن تعثر المشاريع المبرمجة في المدن الجديدة التي تقع تحت وصاية وزارة الإسكان ومؤسسة العمران، وخاصة مدينة تامسنا التابعة إداريا لعمالة الصخيرات تمارة. وشدد مضمون المذكرة على ضرورة التحري عن ضعف التجهيزات الأساسية، من طرق وشوارع وقارعات طرق، والتأكد من مدى مطابقتها للمعايير ولدفاتر التحملات من عدمه. ومراقبة مدى احترام الشركات المنفدة للمشروع لمعايير البناء، واحترامها للمدد الزمنية في الإنجاز التي تعهدت بها، ويتطلع الفريق في مذكرته إلى الوقوف عند أسباب عدم توفر الخدمات، والمرافق الاجتماعية بما في ذلك الأمن والتعليم والصحة والإدارة والنقل الحضري. ومن جانبه، تقدم فريق العدالة و التنمية بطلب إلى رئيس مجلس النواب بعقد لجنة بحضور وزير الإسكان والتعمير لمساءلته حول مصير مئات الأسر المتضررة من المشروع السكني كونتراكتور جينيرال. كما بادر الفريق إلى تقديم طلب لإجراء مهمة استطلاعية في المدينةالجديدةتامسنا، ومن تم تكوين لجنة لتحقق في هذا الملف. سناء كريم