عصفت تداعيات المشاكل التي يتخبط فيها مشروع تامسنا بمدينة تمارة بمدير المشروع محمد بنيحيى وحلت مكانه السيدة القادري، في وقت أسست فيه العائلات المتضررة جمعية أطلقوا عليها اسم «تامسنا أولا» في محاولة منهم لتوحيد الجهود للمساعدة في إيجاد مخرج للملف. وأكدت مصادر مسؤولة في الشركة المشرفة على مشروع تامسنا ل «المساء»، أن التغييرات الجديدة التي طالت إدارة المشروع ستحمل معها تغييرات وصفت ب «المهمة» على مستوى آليات الاشتغال، حيث سيتم البدء في مراجعة شاملة للمشروع لتحديد مسؤولية كل الأطراف المشاركة فيه. وأوضح المصدر نفسه، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الهدف من هذه التغييرات هو الالتزام بالعقود المبرمة بين الشركات والمواطنين، وتسليم الشقق لأصحابها بعد تجاوز العراقيل القائمة. وبحسب المصدر نفسه، فإن التزامات الشركة بشأن تجهيز المشروع بالبنيات التحتية تم الوفاء بها، وأن ما تبقى منها وخاصة ما يتعلق بتهيئة الماء والكهرباء سيتم الانتهاء منه في أقرب الآجال. واعترف المسؤول من جانب آخر بأن أكبر مشكل بات يعاني منه مشروع «تامسنا» هو مشكل الطرق، موضحا في هذا السياق أن المسؤولين خصصوا مبلغا قدره 32 مليون درهم لإنشاء طريق تربط تامسنا بالطريق السيار عبر قرية عين عتيق. من جانبها تؤكد العائلات التي لم تتسلم شققها بعد برغم مرور سنة ونصف تقريبا على الأجل المحدد لذلك أن وضعيتها الاجتماعية تتأزم يوما بعد يوم بسبب تأخر تسليم الشقق من جهة، ولامبالاة المسؤولين من جهة أخرى. وأكد الحسين الحياني، رئيس جمعية «تامسنا أولا» التي أسستها العائلات المتضررة يوم 2 ماي الجاري، أن عدد المتضررين يقارب ال 25 ألف شخص، وقد اضطر أغلبهم إلى تسديد سومة الكراء لمدة سنة ونصف إلى جانب مستحقات البنك في وقت واحد «وهم الذين كانوا يعتقدون أنهم سيكتفون بتسديد مستحقات البنك وهم مرتاحون في شققهم». وأوضح الحياني بلهجة غاضبة أن هدف الجمعية الوليدة هو «إقناع مسؤولي الدولة والشركات المعنية بضرورة فتح حوار مع المتضررين في أفق إيجاد حل للمشكل»، معبرا عن استغرابه الشديد «من رفض الجميع الحوار مع العائلات الضحايا التي تعاني في صمت». ونفى الحياني من جانبه أن تكون البنية التحتية بتامسنا جاهزة حيث قال إن «عددا من الأفراد، الذين يعدون على رؤوس الأصابع، اضطروا إلى إرجاع مفاتيح شققهم بعدما وجدوا أنها لا تتوفر على الماء والكهرباء، وتخالف في الشكل العام التصميم الذي عاينوه على الأوراق». يذكر أن مشروع تامسنا انطلق يوم 13 مارس 2007 عندما أعطى ملك البلاد محمد السادس إشارة الانطلاق لبنائه لمحاربة السكن العشوائي، ولتخفيف الضغط العمراني على مدن الرباط وسلا وتمارة، وتم رصد اعتمادات بقيمة 3.3 ملايير درهم، منها 1.3 مليار درهم لتجهيز الشطر الأول من هذا المشروع. وكان من المفترض أن يخصص هذا الغلاف المالي لبناء 6764 وحدة. وبلغ عدد المشتغلين بالورش 16 مهندسا، و34 مكتبا للدراسات، و29 مقاولة. وتضمن المشروع في شطره الأول برنامجا لإقامة شبكة التطهير السائل ومحطة للمعالجة وشبكة رئيسية للماء وأخرى للكهرباء وتهيئة الساحات العمومية وإحداث المحاور الطرقية . كما تضمن أفكارا لبناء 9 مؤسسات تعليمية وثلاثة مساجد ومركزين صحيين ودارين للشباب وناد نسوي، فضلا عن إقامة منطقتين صناعيتين ومرافق أخرى وتمتد مدينة «تامسنا» على مساحة إجمالية تقدر بنحو 4 آلاف هكتار، منها 840 هكتارا كنواة أولى للمشروع الذي استقطب بعيد انطلاقه بأيام قليلة حوالي 80 ألف طلب، في وقت توقع فيه المشرفون حينئذ أن يصل عدد الطلبات إلى نحو 250 ألف طلب.