نفى الحسين الحياني رئيس جمعية «تامسنا أولا» أن تكون العائلات التي لم تستفد من مشروع السكن بمدينة تامسنا قد تسلمت أي شقق، وقال إن ما راج بهذا الخصوص مجرد مغالطات تهدف إلى التغطية على ما وصفه ب«المأساة» الجارية بالمدينة. وأكد الحياني في اتصال مع «المساء» أن «تامسنا» الموجودة بين تمارة وسيدي يحيى زعير تغيب عنها البنية التحتية، وأن ال 152 عائلة التي يقال إنها تسلمت شققها تم ترحيلها ضمن برنامج القضاء على أحياء «الصفيح»، في حين ما تزال العائلات المتضررة تعاني جراء تأخرها في تسلم شققها لمدة سنة ونصف تقريبا. وطالب الحياني وزير الإسكان توفيق احجيرة بالتدخل لإنهاء المشكل، وانتقد بشدة ما أسماه «عدم تجاوب إدارة المشروع مع جمعية المتضررين، وخاصة ال 3500 عائلة التي كان من المفترض أن تتسلم شققها ضمن الدفعة الأولى قبل عام ونصف». وعلمت «المساء» أن الحسين الحياني يستعد لإصدار كتيب يتضمن كافة تفاصيل مشروع «تامسنا» ووصفا لحالة العائلات التي تضاعفت معاناتها بسبب التأخر في تسلم الشقق. من جهته، شدد عبد الحق زينون، المسؤول القانوني بتامسنا، على أن المشروع ضخم وهائل ومن الطبيعي أن يعرف بعض المشاكل «وأنه على جميع الشركاء تفهم الوضع والحرص على تحقيق الهدف المتمثل في الانتهاء من المشروع وتسليم الشقق لأصحابها». وأصر زينون في اتصال مع «المساء» على التوضيح بأن شركة «العمران تامسنا» لا علاقة لها من بعيد ولا من قريب بالمشاكل الجارية وأن الأمر يرتبط بخلافات للزبناء مع شركات أخرى. وذكر أن باب مؤسسته مفتوح للحوار مع المتضررين وإيجاد أرضية صلبة بغرض إنهاء «سوء التفاهم» وتوضيح الحقيقة بأبعادها الموضوعية للجميع. وكانت المشاكل التي عرفها مشروع تامسنا وتأخر تسليم الشقق لأصحابها قد عصفت بمدير المشروع محمد بنيحيى فحلت مكانه السيدة القادري. وجاءت هذه التغييرات الجديدة التي وصفت ب «المهمة» لإدخال تعديلات على مستوى آليات الاشتغال، حيث سيتم البدء في مراجعة شاملة للمشروع لتحديد مسؤولية كل الأطراف المشاركة فيه بغرض إنهاء المشكل والالتزام بالعقود المبرمة بين الشركات والمواطنين، وتسليم الشقق لأصحابها بعد تجاوز العراقيل القائمة. وتوضح مصادر «تامسنا» بأن تجهيز المشروع بالبنيات التحتية تم الوفاء بها، وأن ما تبقى منها، وخاصة ما يتعلق بتهيئة الماء والكهرباء، سيتم الانتهاء منه في أقرب الآجال، ومنه طريق رئيسية تم تخصيص حوالي 32 مليون درهم لإنشائها، وهي تربط تامسنا بالطريق السيار عبر قرية عين عتيق. في غضون ذلك يشتكي المتضررون، الذين يقارب عددهم ال 25 ألف شخص، من تضاعف تداعيات المشكل بعد أن اضطر أغلبهم إلى تسديد سومة الكراء لمدة سنة ونصف إلى جانب مستحقات البنك في وقت واحد «وهم الذين كانوا يعتقدون بأنهم سيكتفون بتسديد مستحقات البنك وهم مرتاحون في شققهم». يذكر أن مشروع تامسنا انطلق يوم 13 مارس 2007 عندما أعطى ملك البلاد محمد السادس إشارة الانطلاق لبنائه لمحاربة السكن العشوائي، ولتخفيف الضغط العمراني على مدن الرباط وسلا وتمارة، وتم رصد اعتمادات بقيمة 3.3 ملايير درهم، منها 1.3 مليار درهم لتجهيز الشطر الأول من هذا المشروع. وكان من المفترض أن يخصص هذا الغلاف المالي لبناء 6764 وحدة. وبلغ عدد المشتغلين بالورش 16 مهندسا، و34 مكتبا للدراسات، و29 مقاولة. وتضمن المشروع في شطره الأول برنامجا لإقامة شبكة التطهير السائل ومحطة للمعالجة وشبكة رئيسية للماء وأخرى للكهرباء وتهيئة الساحات العمومية وإحداث المحاور الطرقية . كما تضمن أفكارا لبناء 9 مؤسسات تعليمية وثلاثة مساجد ومركزين صحيين ودارين للشباب وناد نسوي، فضلا عن إقامة منطقتين صناعيتين ومرافق أخرى. وتمتد مدينة «تامسنا» على مساحة إجمالية تقدر بنحو 4 آلاف هكتار، منها 840 هكتارا كنواة أولى للمشروع الذي استقطب بعيد انطلاقه بأيام قليلة حوالي 80 ألف طلب، في وقت توقع فيه المشرفون حينئذ أن يصل عدد الطلبات إلى نحو 250 ألف طلب.