يتوقع أن يدشن الوسيط الأممي المكلف بنزاع الصحراء، كريستوفر روس، زيارة ثالثة للمنطقة. ووفقا لمصادر متطابقة، فإن الديبلوماسي الأمريكي لم يبلغ الأطراف بعد بتاريخ هذه الزيارة ولا بالبلد الذي ستنطلق منه، لكنّ كلا من البوليساريو والمغرب توصلا بما يفيد قرب القيام بهذه الزيارة. الزيارة المرتقبة لروس تسبقها حاليا أعمال تجديد وتهيئة مقر قوات حفظ السلام بالعيون المينورسو التي تعمل على قدم وساق من أجل تجديد وصيانة عتادها، حيث فتحت بذلك طلب عروض دولي وكلفتها هذه العملية ملايين الدولارات. وربطت مصادر مطلعة إقدام قوات حفظ السلام في العيون على تجديد عتادها وناقلاتها بقرب فتح طريق بري بين المغرب والجزائر يخترق الجدار الأمني حيث يتواجد محتجزو تندوف في إطار تبادل الزيارات التي تشرف عليها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إذ كانت هذه العملية تقتصر على الخطوط الجوية ولا تسمح إلا بانتقال عدد قليل من الراغبين في هذه الزيارة. ويرى مصطفى ناعمي، عضو الكوركاس، في خطوة تجديد عتاد ومقر قوات المينورسو أحد المؤشرات على استمرارية نزاع الصحراء لمزيد من السنوات كما رأى فيه مؤشرا على الانتقال إلى مرحلة جديدة من تدبير هذا الملف. وبخصوص القضايا المحتمل أن يتطرق إليها روس خلال هذه الزيارة المرتقبة، أوضح الباحث في الشؤون الصحراوية، في تصريح ل«المساء»، أن جهوده هذه المرة ستنصب بالأساس حول الجوانب التقنية المتعلقة بتبادل الزيارات البرية، إلى جانب الوقوف على حقيقة الضمانات التي يمنحها الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب. جولة روس الثالثة للمنطقة وإن كانت تهدف -حسب ناعمي- إلى استشارة الأطراف من أجل تحديد موعد الجولة الخامسة من المفاوضات الرسمية فإنها تسعى إلى تذويب جليد الخلافات العالقة بين أطراف النزاع وتقريب وجهات النظر وتجاوز معوقات فشل الجولات السابقة. وحسب ناعمي، فإن الطريق ستكون معبدة أمام زيارة روس الثالثة من أجل الانتقال إلى محطة تنفيذ بعض مقترحات تبادل الثقة التي سبق لسلفه الوسيط والسوم أن اقترحها على البوليساريو والمغرب والتي تتضمن عشر نقط، من بينها تبادل الزيارات البرية. كما ستكون زيارة روس هذه المرة حاسمة في ما يتعلق ببلورة فكرة إعادة توطين محتجزي مخيمات تندوف بالجزائر ونقلهم إلى موريتانيا التي يحاول المغرب جاهدا تحقيقها عىل أرض الواقع بهدف تحييد الجزائر، وبالتالي التقليل من التأثير الإيديولوجي لجبهة البوليساريو وحصر النزاع والنقاش بين الصحراويين في ما بينهم.