فيما كان المهتمون بالنزاع في قضية الصحراء ينتظرون إعلان الوسيط الأممي المكلف بملف هذا الصراع، الأمريكي كريستوفر روس، عن موعد الجولة الخامسة من المفاوضات المعلقة بين المغرب والبوليساريو منذ استقالة خلفه الهولندي فان والسوم، تم الكشف مؤخرا من قبل الأممالمتحدة عن إطلاق جولة جديدة من اللقاءات غير الرسمية بين أطراف النزاع، وقد صار من المؤكد أن يحل بالمنطقة الديبلوماسي الأمريكي من أجل تذليل الصعاب أمام هذه الجولة. ووفقا لمصادر مطلعة، فإن زيارة هذا الأخير ستتم في الفترة الممتدة ما بين7 و13 دجنبر القادم، ومن المتوقع أن تعرف تأخرا بيومين تحسبا لزيارة مرتقبة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للمغرب في نفس الفترة في أول زيارة له للمغرب. وتتحكم موافقة الدول التي ستشملها هذه الجولة في الجدولة الزمنية لهذه الزيارة، حيث يحرص الوسيط الأممي على أن تكون المواعيد المختارة مناسبة لكل الأطراف حيث كان من المرتقب أن تتم هذه الجولة خلال نهاية الشهر المنصرم، لكن تم إرجاؤها بالنظر إلى زيارة كانت مرتقبة للملك محمد السادس إلى فرنسا خلال نفس الفترة وتم إرجاؤها فيما بعد. يذكر أن زعيم جبهة البوليساريو توصل، مؤخرا، برسالة جوابية من الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون أكد فيها أن مبعوثه الشخصي هو الآن بصدد إجراء محادثات للدعوة إلى اجتماع آخر غير رسمي، داعيا إياه إلى التعاون مع المبعوث الشخصي كريستوفر روس لأجل استئناف جولة ثانية من المفاوضات غير الرسمية تحت إشراف الأممالمتحدة. ويرى البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو والعائد إلى أرض الوطن، أن اللجوء إلى أسلوب اللقاءات غير الرسمية بدل المفاوضات المباشرة من قبل الديبلوماسي الأمريكي روس الهدف من ورائه تكسير الحواجز النفسية بين أطراف النزاع وتهييئهم قبل الذهاب إلى المفاوضات المباشرة. واعتبر رئيس منتدى البدائل الدولية في تصريح ل»المساء» أن مشكل الصحراء عمر طويلا ولم يحصل أي تقدم على مدى الجولات التي تم عقدها، والسبب يعود إلى كون الطرف الذي يتفاوض معه المغرب فاقد للشرعية وأن الطرف الذي يحضر لهذه اللقاءات باسم الصحراويين تم فرضه من قبل الجزائر. وبخصوص تداعيات التطورات الأخيرة المرتبطة باعتقال وفد التامك على خلفية زيارته لمخيمات تندوف، وإبعاد أمينتو حيدر إلى إسبانيا بسبب تنصلها من جنسيتها المغربية، لم يستبعد الدخيل أن يكون ذلك أحد الموضوعات التي ستطرح خلال هذه الجولة. وأبرز الدخيل أن هذه التطورات الأخيرة تم استغلالها بشكل كبير من طرف العديد من الأطراف وأصبحت بمثابة البقرة الحلوب من لدن العديد من اللوبيات التي لا يهمها ما تعانيه مجموعات بشرية متضررة ومحتجزة بمناطق مختلفة من العالم.