اجتاحت سيول الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة القنيطرة، صباح أول أمس السبت، عشرات المنازل والطرق والأحياء الآهلة بالسكان، مخلفة أضرارا وصفت بالجسيمة بممتلكات الغير. وحاصرت المياه العديد من الأسر بحي «ديور الصياد» و«لوفالون» و«بئر الرامي»، وغمرت معظمها، كما هو الشأن بالنسبة إلى المحلات التجارية التي أتلفت السلع والبضائع المخزنة بها، واضطر مجموعة من التلاميذ القاطنين بهذا الحي إلى مقاطعة الدراسة، بعدما لم يتمكنوا من مغادرة مساكنهم التي أضحت شبه معزولة عن محيطها، هذا في الوقت الذي أصيبت فيه سيارات المواطنين بأعطاب بفعل تسرب المياه إلى داخلها، وأصبحت الطرق بالعديد من أحياء القنيطرة مقطوعة في وجه مستعمليها، وهو ما أدى إلى إعاقة حركة السير في النقط السوداء. وحال تدخل مسؤولي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء ومصالح البلدية والسلطات المحلية دون زحف المزيد من السيول على الدور السكنية، ولا سيما تلك المتواجدة بالقرب من دار الفتاة، حيث عمدت إلى وضع حواجز رملية بالعديد من المنحدرات لتغيير وجهة المياه إلى أماكن خالية من المنازل، هذا على الرغم من أن الوكالة نفسها تتحمل مسؤولية غرق بعض الأحياء برمتها، بسبب عدم قيام مصالحها بصيانة قنوات الصرف الصحي، وإيجاد الحلول للأحياء السكنية التي تعرف فيضانات عند تساقط أولى القطرات. وفقدت مجموعة من العائلات أثاثها بعد أن غمرت مياه الأمطار بيوتها، خصوصا في منطقة «الحنشة أولاد موسى» و«العصام»، التي عاش سكانها رعبا حقيقيا، لا سيما بعد أن تسللت المياه إلى داخل منازلهم على حين غرة، وهم نيام، حيث قضوا اليوم بأكمله في إخلاء بيوتهم من المياه، لكن دون جدوى. واضطرت سيارات الأمن إلى تعزيز تواجدها بالقرب من الأحياء المغمورة بالمياه، مخافة اندلاع شرارة الغضب بين المواطنين، خاصة في ظل الحديث عن إصرار السكان المتضررين على تنظيم مسيرة للاحتجاج على تردي البنيات التحتية بالمدينة، وضعف تجهيزات الوكالة المستقلة للماء والكهرباء، التي قالوا إنها لا زالت تشتغل بوسائل بدائية، رغم أنها تجني الأموال الطائلة من فاتورات الماء والكهرباء التي يكتوي المواطنون بلهيبها عند حلول كل شهر، نظرا إلى غلائها الفاحش، حسب تعبيرهم.