تسببت الأمطار الغزيرة التي عرفتها القنيطرة، أول أمس الثلاثاء، في فيضانات بالعديد من المناطق والأحياء السكنية، وفي قطع العديد من المسالك والطرق، ووقوع انهيارات أرضية خطيرة، كما كانت، وفق مصادر «المساء»، سببا مباشرا وراء اندلاع الحرائق بأربعة محلات تجارية بأكبر أسواق المدينة، دون أن يؤدي ذلك إلى خسائر في الأرواح، فيما أدت الرياح القوية المصاحبة لها إلى تكسير العديد من الأكشاك، وتطاير الصحون المقعرة، وإلحاق أضرار بليغة ببعض الأكواخ القصديرية. واجتاحت سيول الأمطار العديد من المنازل بكل من حي الصياد ولوفالون والعصام وبئر الرامي وقصبة المهدية وأولاد أوجيه، وألحقت بها خسائر مادية جسيمة، سيما بعد انسداد قنوات الصرف الصحي، التي غمرت مياهها مساكن المواطنين، وأدت إلى إتلاف أمتعتهم، وضياع العديد من الوثائق الخاصة بهم. ولم تعد الأمور إلى مجاريها بحي الصياد، إلا بعد أن تطوع عشرات الشباب بوسائل بدائية لإزالة أكوام الأزبال التي كانت تخنق البالوعات، وإقامة حواجز من الأحجار والأكياس الرملية أمام دروبهم ومنازلهم، لوقف زحف المياه، حيث ظلوا لساعات طويلة يقاومون هذا الاجتياح في غياب كلي للأجهزة المختصة، اللهم الزيارات التي كان يقوم بها المسؤولون المحليون للمناطق المغمورة بالمياه، دون أن يفيد ذلك المتضررين في شيء. وهي الوضعية نفسها التي عاشها سكان منطقة «بئر الرامي» الذين عاشوا يوما فظيعا بفعل مياه الأمطار التي تسربت من كل حدب وصوب إلى أكواخهم، ودفعتهم إلى خوض اعتصام أمام مكتب كل من رئيس المجلس البلدي، وباشا القنيطرة، مطالبين برفع الضرر عنهم، وإيوائهم بأماكن أكثر أمنا واستقرارا. وغير بعيد عن مقر بلدية القنيطرة، انفجرت قنوات الصرف الصحي بشارع الأميرة للاعائشة، واجتاحت مياهها المحلات المجاورة، بينها محل متخصص في بيع الكتب واللوازم المدرسية غمرته المياه بالكامل. أما بمنطقة الخبازات فقد أتت الحرائق على أربعة محلات تجارية، وأكدت مصادرنا، أن اندلاعها نتج عن تماس كهربائي تسببت في حصوله الأمطار الغزيرة التي كانت تهطل حينها، مما استدعى تدخل رجال الإطفاء الذين حال تدخلهم بعين المكان دون نشوب الحرائق بالمتاجر المجاورة، وحسب شهود عيان، فإن دخانا كثيفا عم المنطقة جراء تصاعد ألسنة اللهب، مما أدى إلى حدوث اختناقات بين المواطنين أجبرت بعضهم على الإفطار بشرب الماء، فيما عمد التجار الذين تم إشعارهم بالحادث إلى إخلاء محلاتهم من السلع خوفا من أن تطالها النيران، في الوقت الذي تم فيه قطع التيار الكهربائي عن المنطقة برمتها لأزيد من ثلاث ساعات، تفاديا لما لا تحمد عقباه. بينما كانت قصبة المهدية أكثر المناطق تضررا جراء هذه الأمطار، حيث اجتاحت السيول العديد من المنازل، سيما تلك المتواجدة بالأحياء العشوائية، بعد أن غمرتها المياه، في الوقت الذي قطعت فيه الطريق المؤدية إلى ميناء المهدية والشاطئ، حيث ظلت السيول راكدة بها، لانعدام القنوات لصرفها، وأفاد السكان أنهم لم يعاينوا حضور أي مستشار جماعي لمواساتهم. بعض المناطق والأحياء بالقنيطرة عرفت أيضا انهيارات أرضية ناجمة عن هطول الأمطار، تضررت معها الناقلات، وباتت مصدر إزعاج للسائقين، كما أصبحت تعيق بشكل ملحوظ حركة السير والجولان بها، وحذر مواطنون من مغبة عدم مبادرة الجهات الوصية، وعلى رأسها المجلس البلدي للقنيطرة، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، تحسبا لانهيارات أخرى قد تخلف خسائر في الأرواح والممتلكات في حالة عدم القيام بالإصلاحات الضرورية.