بعد شهر على عقد اللقاء غير الرسمي بين المغرب والبوليساريو برعاية الديبلوماسي روس الأمريكي كريستوفر، كشفت تقارير إعلامية أمريكية أن المغرب أنفق أكثر من 3 ملايين و337 ألف دولار أي أكثر من مليار سنتيم مغربي، للتأثير على أعضاء الكونغرس الأمريكي في إطار المساعي التي بذلتها الدبلوماسية المغربية للترويج لمشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. ويبقى مبلغ 3 ملايين دولار غير ذي قيمة أمام المصاريف الحقيقية التي أنفقها الوفد المغربي الذي انتقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لهذا الغرض بحسب الخبير الاقتصادي فؤاد عبد المومني، الذي أوضح في تصريح ل«المساء» أن هذا المبلغ لا يساوي أي شيء أمام التكلفة الكبيرة التي أنفقت على نزاع الصحراء منذ 1975 إلى الآن والتي تقدر ب 100 مليار دولار. واعتبر عبد المومني أن مبلغ 3 ملايين المتحدث عنه، والذي تم إنفاقه فقط على اللوبيات الأمريكية، لا يعكس حجم الإنفاق الحقيقي للترويج لمشروع الحكم الذاتي كما أنه لا يتضمن الأجور التي تصرف على الكوركاس ولا تكاليف السفريات التي تقوم بها الوفود التي تم إرسالها للقيام بحملات الترويج. وبخصوص الكيفية التي حصل عليها معدو الدراسة الأمريكية على الرقم المشار اليه، أوضح عبد المومني أن ذلك تأتى من خلال تنصيص التشريع الأمريكي على إلزامية حق الجمهور في الاطلاع على المعلومات وخاصة في السياسات العمومية، بحيث إن هناك مقاولات تتعامل مع اللوبيات يلزمها القانون بالكشف عن جميع أرقام معاملاتها. وحسب دراسة تم نشرها بالموقع الإلكتروني مغرب « بوليتيك رفيو» فقد احتل المغرب الصف السادس في النفقات الموجهة إلى الشركات اللوبية من أجل التأثير على موقف أعضاء الكونغرس الأمريكي. وبينت الدراسة أن نفقات المغرب من أجل الترويج لمقترح الحكم الذاتي تجاوزت نفقات الجزائر بثمان مرات، وقد تضمنت التقارير والوثائق المتحصل عليها من الموقع، إجراء المغرب عبر الشركات اللوبية 305 اتصالات بأعضاء الكونغرس الأمريكي لحمله على دعم فكرة الحكم الذاتي، في الوقت الذي أجرت فيه الجزائر فقط 35 اتصالا، ولم تتجاوز نفقاتها 416 مليون دولار عن طريق دعواتها لتنظيم استفتاء شعبي داعم لحق تقرير المصير الذي تدافع عنه البوليساريو. وكان من نتائج حجم الإنفاق على اللوبيات أن حصل المغرب على توقيع 173 عضوا من الكونغرس، لدعم المشروع المغربي، و على توقيع 229 عضوا، في رسالة وجهت إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أبريل الماضي، ناهيك عن الرسالة الموجهة إلى الرئيس الأمريكي السابق المؤيد للمشروع المغربي. احتدام التنافس بين المغرب والجزائر للحصول على مزيد من التأييد الدولي لمواقفهما كان دائما حاضرا في عدد من المحطات، وبحسب محمد بنحمو، رئيس المركز الوطني للدراسات الإستراتيجية فإن الجزائر لجأت إلى خدمات بعض اللوبيات المؤثرة في صناعة القرار الأمريكي التي تستجيب لطلبات من يرغب في خدماتها والدفع في اتجاه السياسة التي تخدم مصالح الطرف الذي يدفع أكثر. وأوضح بنحمو أن اللوبيات في الولاياتالمتحدةالأمريكية متعددة النوع والحجم، ومن خلالها يكون التأثير وبالتالي تكون صناعة القرار الأمريكي الذي لا يتخذ بالضرورة داخل البيت الأبيض بل يتم على مستويات متعددة. ويشير بنحمو إلى أن أعضاء الكونغرس الأمريكي لا يمكن أن ينتظر منهم أن يطلعوا على المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي من تلقاء أنفسهم نظرا إلى طبيعة انشغالاتهم المنصبة أساسا على الشأن الأمريكي. وبالتالي فإنه من أجل إقناع أعضاء الكونغريس لابد من اللجوء إلى وساطة هذه اللوبيات التي يمكن عبرها عقد لقاءات توضح وتبرز الموقف المغربي.