دعا أغلبية النواب بالكونغرس الأمريكي رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما إلى العمل على حل قضية الصحراء المغربية، على اعتبار أن استمرار هذا النزاع يشكل «عقبة كبرى من أجل محاربة أخطار الإرهاب بشمال إفريقيا». وطالبت الرسالة، التي وجهها مؤخرا إلى الرئيس الأمريكي أوباما 229 نائبا بعضهم ينتمي إلى الحزب الجمهوري وبعضهم الآخر إلى الحزب الديمقراطي، ببذل جهود كبرى من أجل دعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب وعرضه على طاولة المفاوضات، بغية إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء. وعبر غالبية أعضاء الكونغرس بقيادة الجمهوريين غاري أكيرمان ولينكولن دياز بالارت وقيادات أخرى من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، عن قلقهم إزاء تنامي خطر تنظيم القاعدة وتنظيمات إرهابية أخرى بشمال إفريقيا. واعتبر هؤلاء النواب أن حل هذا النزاع يعد المدخل الأساسي لدحر الإرهاب بهذه المنطقة، على اعتبار أن تنامي حالة عدم الاستقرار بشمال إفريقيا يشكل تهديدا لما أسمته الرسالة «المصالح الحيوية للولايات المتحدةالأمريكية بشمال إفريقيا». وجدد النواب الأمريكيون دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي وقالوا في رسالتهم: «مازلنا مقتنعين بأن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية الداعم للحكم الذاتي بالصحراء الغربية تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد» والمقترح «الواقعي» القادر على وضع حد لنزاع دام أكثر من 30 سنة». وذكرت الرسالة بتطورات ملف الصحراء على الأقل منذ 2007، وذكرت أيضا بقرار مجلس الأمن 1813 الصادر عام 2008 والذي وصف فيه مقترح الحكم الذاتي المغربي بأنه «مقترح جدي وذو مصداقية». و رغم إجراء أربع جولات من الحوار والمفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية، فإنها لم تسفر عن أي تقدم. ورحب أصحاب الرسالة بفكرة المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، بيتر فان فالسوم، والتي مفادها أن استقلال الصحراء ليس حلا للقضية، على اعتبار أنه غير واقعي، وحث فالسوم المجتمع الدولي ومجلس الأمن على دعم مقترح الحكم الذاتي. وعبر النواب الأمريكيون عن أملهم في أن ينطلق المبعوث الشخصي الجديد كريستوفر روس في المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو من النقطة التي انتهى إليها الديبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم الذي قدم استقالته عام 2008، بعد حملة قادتها الجزائر والبوليساريو ضده. ويذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أشار في تقرير نشر الثلاثاء الماضي، إلى أن استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو لا يزال يحتاج إلى تحضير بسبب تباعد موقفي الطرفين. وكتب الأمين العام في تقريره الموجه إلى مجلس الأمن الدولي: «كما يبدو من المشاورات التي جرت حتى الآن، فإن الوضع لم يتطور كثيرا منذ آخر جولة من المفاوضات، ويتطلب تنظيم جولة خامسة من المباحثات القيام بتحضيرات دقيقة». وقال بان كي مون إن مبعوثه الجديد للصحراء الغربية كريستوفر روس «اقترح على الطرفين أن يتم على الأقل تنظيم اجتماع تحضيري صغير غير رسمي وهو ما قبلاه».