سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سجين آسفي الفار يترك رسالة خطية يتوعد فيها بقتل مسؤول بالسجن ملتقى اليهود والصوفية يدفع إلى تشديد الحراسة الأمنية على الطرق المؤدية إلى مراكش والصويرة والدارالبيضاء
تعيش مدينة آسفي حالة استنفار قصوى بعد مرور أزيد من شهر على فرار سجين محكوم عليه ب 30 سنة سجنا نافذا. وقد زاد من حالة الاستنفار التي تعرفها ضواحي المدينة والطرق المؤدية إلى كل من مدينة مراكش والصويرة والدار البيضاء، حسب معلومات من مصدر عليم، ضبط رسالة خطية كتبها السجنين قبل فراره من مستشفى محمد الخامس بمدينة آسفي، حيث كان يرقد من أجل تلقي العلاجات من مرض جلدي أصابه في منطقة حساسة من جسمه. وأوضح مصدر «المساء» أن السجين الفار توعد في رسالته بقتل بعض المسؤولين بالسجن المدني لآسفي، بيد أن السلطات الأمنية عمدت في تلك الفترة التي تزامنت مع اللقاء الثاني من لقاءات سيدي شيكر العالمية لمنتسبي التصوف بمنطقة سيدي شيكر التابعة لإقليم آسفي، وكذا ملتقى «هيلولة» السنوي لليهود المغاربة الذي احتضنته المدينة إلى التكتم عن هذه المعطيات واتخاذ الإجراءات الأمنية المشددة على ضيوف الملتقيين، تفاديا لأي اضطراب يمكن أن تعرفه المناسبتان. وكشفت مصادر عليمة ل«المساء» أن السجين الفار والمتهم بقتل اثنين من أبناء قبيلته الموجودة في منطقة الشماعية، أورد في رسالته أنه سيتوجه إلى الجزائر، الأمر الذي زرع شكوكا لدى السلطات الأمنية بالمدينة حول مدى ارتباط السجين بتنظيم إرهابي جزائري، في حين رجحت بعض القراءات الأمنية للرسالة، استنادا إلى المصادر ذاتها، أن يكون السجين من خلال إيراده في الرسالة لمعلومة تفيد فراره نحو الجزائر، محاولة منه لتمويه السلطات وتخويفها من مغبة تكثيف البحث عنه. وتضرب السلطات الأمنية طوقا كبيرا على منزل المتهم، وكل الأماكن التي كان يتردد عليها قبل اعتقاله، بعد أن قامت المصالح المكلفة بالتحقيقات باستنطاق بعض أقارب السجين الفار، والتحقيق مع الحارس الذي كان مكلفا بحراسة السجين، والذي يوجد حاليا رهن الاعتقال. وأسرت مصادر مقربة من الملف، في حديث مع «المساء» أن السجين كان ذا سيرة حسنة داخل السجن، ويحافظ على علاقة طيبة بحراس السجن، بعد أن أدخل إلى «الكاشو» مباشرة بعد اصطدامه مع بعض الحراس. ومما زاد من تعقد الأمور داخل السجن المدني بآسفي أنه في ظرف أقل من شهرين عرف السجن المدني لآسفي عدة أحداث وخروقات سجلتها لجنة من مديرية السجون وإعادة الإدماج، أطاحت بمدير السجن وبعض المسؤولين الكبار داخله، فقد عرف السجن حالة فرار سابقة لم يمر عليها سوى شهر ونصف، كما ضبطت اللجنة التي حلت بسجن آسفي عدة خروقات، كان الأفظع بينها، هو ضبط سجين قاصر داخل معقل للسجناء الكبار، مهمته ممارسة بعض السجناء شذوذهم عليه تحت إشراف بعض موظفي السجن، ناهيك عن الظروف اللاإنسانية التي يعيشها العديد من السجناء، خصوصا عند انقطاع الماء خلال فترات حرجة من السنة، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة.