تعيش مدينة آسفي ونواحيها حالة استنفار غير مسبوقة في صفوف الأجهزة الأمنية بعد مضي 11 يوما على فرار نزيل بالسجن المدني لآسفي. وبلغت خلال الأيام الأخيرة حالة الاستنفار درجتها القصوى، بعدما عثر المحققون على رسالة خطية للسجين الفار هدد من خلالها إقدامه على الانتقام وقتل مجموعة من الشخصيات. كما عثرت الضابطة القضائية خلال بحثها في زنزانة السجين على خريطتين تتضمنان خطة فراره من السجن وخريطة تسلله نحو الجزائر. وهو ما قوى درجة احتراز الأجهزة الأمنية التي احتلمت أن يكون السجين الفار، البالغ من العمر 31 سنة، على اتصال بإحدى الجهات المتطرفة. وعرف الملتقى العالمي لسيدي شيكر للمنتسبين الى التصوف المنظم أخيرا حضورا مكثفا لكافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التي نزلت بثقلها من أجل توفير الأمن لضيوف هذا الملتقى، ولم تستبعد مصادر أمنية أن يقوم السجين الفار بمحاولة اختطاف أو احتجاز أو ارتكاب أي فعل إجرامي في حق أحد المشاركين في الملتقى (معظمهم من الأجانب) نظرا لحدة لهجة تهديده التي تضمنتها رسالته الخطية. وطرحت عملية فرار السجين المحكوم عليه ب 30 سنة سجنا نافذا، علامات استفهام كبيرة بخصوص الاجراءات الاحتياطية الأمنية المتعين اتخاذها في عملية مراقبة ونقل وحراسة سجناء السجن المدني بآسفي، سيما وأن هذا الأخير قد عرف في الآونة الأخيرة عمليات فرار متكررة، كانت من أبرزها عملية الهروب الأخيرة التي نفذها السجين وفق خطة محبوكة، إذ عمل على إيهام الجميع أنه مريض ويحتاج الى علاج مستعجل وعند نقله الى مستشفى محمد الخامس بآسفي تمكن من الفرار دون أن يثير انتباه حراسه. وعرف السجن المدني بآسفي في الآونة الأخيرة عدة حوادث كان من أبرزها ضبط قاصر سجين في زنزانة أحد النزلاء المدانين في قضية ترويج المخدرات من قبل لجنة تفتيش حلت بآسفي للتحقيق في خروقات متعلقة بالتدبير والتسيير في السجن المدني لآسفي. وقد تم تعميق التحقيق في هذه النازلة وفي خروقات أخرى . كما تم على إثر هذه الخروقات تنقيل مدير السجن المحلي.