أبلغت مصادر«المساء» بآسفي أن السجين الفار، ليلة السبت الأحد الأخير، بمستشفى محمد الخامس بالمدينة يدعى عبد المجيد النهيري وأنه من مواليد 1978 وينحدر من منطقة إيغود جنوب شرق آسفي، حكم عليه 30 سنة سجنا نافذا بعد ارتكابه جريمة قتل في حق شقيقين ولم يمض بعد على فترة عقوبته السجنية سوى سنتين. واستنادا إلى ذات المصادر فقد أقدمت ولاية أمن آسفي إثر ذلك على توقيف شرطيين ممن أوكلت إليهما في السابق حراسة السجين الفار بمستشفى محمد الخامس، وعلم لدى مصالح الأمن بالمدينة أنهما وضعا تحت الحراسة النظرية وتم تجريدهما من سلاحيهما وأصفادهما وشارتيهما الأمنيتين ويخضعان حاليا لتحقيق دقيق بعد اتهامهما بالتقصير في أداء مهاهما. و بحسب مصدر مقرب من السجن المدني لآسفي، فقد عثرت مصالح الأمن لدى تفتيشها زنزانة السجين الفار على مجموعة من الوثائق التي وصفتها مصادرنا ب»الهامة والمثيرة»، ومن ذلك الخرائط التي هيأ عليها طريق هروبه من آسفي إلى الحدود الشرقية للمملكة حتى دخوله الجزائر والهجرة سرا إلى أوربا. هذا واختلفت إلى حدود أمس سيناريوهات فرار سجين آسفي بين روايات تفيد بالتقصير في حراسته من قبل الشرطيين واستغفاله لهما، وبين تواطؤ جهات في السجن استغلت انعدام وجود طبيب للمؤسسة السجنية لمدة قاربت السنة مما سهل على عدد من السجناء الانتقال للعلاج بمستشفى محمد الخامس على مدار الأسبوع. إلى ذلك تعيش مصالح الأمن والاستعلامات بآسفي حالة ارتباك قصوى، فيما علم أن قضية هروب السجين عبد المجيد قد تدخلت فيها مديرية مراقبة التراب الوطني بعد أن اتخذ الملف أبعادا حساسة تتعلق بالعثور على خارطة هروبه نحو الجزائر واحتمال اتصاله هناك بجماعات إرهابية أو قيامه بجرائم قتل إضافية ذات صبغة انتقامية. يذكر أن مصدرا من سجن آسفي، فضل عدم الكشف عن هويته، أفاد بأن السجين الفار لم يكن يرتدي لباس السجناء لحظة دخوله مستشفى محمد الخامس قصد العلاج، وأنه كان يلبس لباسا عاديا لا يميزه عن باقي المواطنين، وهي «جزئية صغيرة لكنها كبيرة قد تكون سهلت مأمورية فراره من المستشفى وتنفيذ خطة الهروب»، على حد قوله.