كشفت مصادر مطلعة أن عملية إلقاء القبض على ثلاثة عناصر أخرى من السجناء التسعة الذين فروا شهر أبريل الماضي من السجن المركزي بالقنيطرة، جاءت نتيجة مراقبة لصيقة لعائلة كل من محمد الشاذلي وكمال الشطبي اللذين ينحدران من نفس المدينة. ومكنت المعلومات التي حصل عليها المحققون من محمد الشطبي، أول من تم القبض عليه بحي المحيط بالرباط في شهر ماي الماضي، من فك لغز الهروب الكبير الذين نفذه هؤلاء المعتقلون. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن عملية إلقاء القبض تمت داخل شقة اكتراها الفارون الثلاثة: عبد الهادي الذهبي، المحكوم بالإعدام على خلفية قتل شرطي ببوسكورة، ومحمد الشاذلي وكمال الشطبي المدانين ب20 سنة سجنا على خلفية قضية يوسف فكري. وبذلك يرتفع عدد السجناء الذين تم إلقاء القبض عليهم إلى ستة. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن طوقا أمنيا محكما ضربته مصالح الأمن منذ ما يزيد على 20 يوما على حي أناسي ودوار السكويلة بالدار البيضاء، حيث ينحدر كل من محمد مهيم ومحمد العلمي اللذين مازال البحث عنهما جاريا رفقة اليحياوي. وتعمد مصالح الأمن إلى قطع التيار الكهربائي عن هذه المنطقة ليلا من أجل تسهيل عملية المباغتة، كما تم وضع عدة كمائن في مناطق مختلفة من هذا الحي للقبض عليهما في حالة إقدامهما على زيارة ذويهما بالمنطقة. وتقوم الخطة، التي يستند إليها متعقبو الفارين، على نفس المنهجية التي تم بها توقيف عدد من المبحوث عنهم في قضايا الإرهاب داخل نفس المنطقة، من خلال ضرب حراسة لصيقة على محلات سكن عائلاتهم ومباغتتهم في وقت متأخر من الليل، حيث مكنت هذه الطريقة، في وقت سابق، من إلقاء القبض على مساعد زعيم تنظيم الصراط المستقيم زكرياء الميلودي عقب مقتل أحد تجار المخدرات بسيدي مومن، واتهام هذا التنظيم بإصدار فتوى تهدر دمه. ولم تسفر حالة الاستنفار الأمني، التي تم تعميمها على ربوع المملكة عقب عملية الفرار، عن نتيجة تذكر، حيث بقي اختفاء الفارين لغزا محيرا، لم يتم فك شفراته إلا بعد أن تم توقيف محمد الشطبي، الذي تشير المعطيات الأولية إلى أنه، رفقة شقيقه كمال، هما مهندسا عملية الفرار. تغيير خطة تعقب الفارين عبر إزالة الحواجز الأمنية حدا بهؤلاء إلى الاطمئنان والإقدام على تغيير مكان اختبائهم، بعدما عمدوا في وقت سابق إلى المكوث داخل مكان آمن اختاروه بعناية، لم تفكر عناصر الأمن في البحث داخله، مما عقد من عملية القبض عليهم خلال الأيام الأولى من عملية الفرار. تنقل الفارين، وفقا للمصادر ذاتها، تم على مراحل، بعد أن انقسموا إلى مجموعات وفق خطة 1 – 2 - 3 - 3، دون أن يخطر ببالهم أن هذا التحرك كان هو الخطأ الذي سيرتكز عليه متعقبوهم لإلقاء القبض عليهم. وقد استغرقت عملية حفر النفق الذي استعمله هؤلاء السجناء ما بين 4 أشهر وخمسة أشهر على أقصى تقدير. وحسب مصادر مقربة من المعتقلين، فإن هذه هي المدة التي قضاها الأخوان محمد وكمال الشطبي داخل السجن المركزي بالقنيطرة، واللذين سبق لهما أن زارا أفغانستان وتدربا هناك على حفر الخنادق داخل معسكر الفاروق، الذي أقامه تنظيم القاعدة وخصص لاستقبال المقاتلين العرب.