استوعبت شبكات تهريب المخدرات في المغرب الدرس وتراجعت عن السباحة ضد التيار، من خلال تجميد أنشطتها في هذه الأيام التي تعيش فيها مختلف المدن والنقط الحدودية حالة استنفار قصوى، بحثا عن سجناء السلفية الجهادية التسعة الفارين من السجن المركزي في القنيطرة، على عكس المرات السابقة التي كانوا يتحدون فيها المراقبة المشددة، ويواصلون محاولاتهم لإخراج بضاعتهم نحو الأسواق الأوروبية مهما كلف الثمن، ما أدى إلى تكبدهم خسائر كبيرة، بعد حجز مصالح الأمن والجمارك كميات ضخمة من المخدرات في مدن متفرقة. "" فمنذ حادث الفرار، الذي جعل الأجهزة الأمنية تعيش على أعصابها، إثر مرور الأسبوع الثاني دون التمكن من الوصل إلى مكان اختبائهم، لم تحصد الحواجز الأمنية واليقظة في النقط الحدودية، سوى بعض الكميات المتوسطة، فيما كانت في فترات التأهب السابقة تضبط أزيد من 3 أطنان في عملية واحدة. وجاء حجز أول كمية في اليوم الموالي لعملية الهروب، إذ تمكنت عناصر الجمارك والشرطة بالمركز الحدودي بميناء طنجة من ضبط 295 كلغ من المخدرات، خلال خمس عمليات منفصلة، أوقف على إثرها خمسة مغاربة وثلاثة أجانب. وعثر على هذه المخدرات مدسوسة في عدة مخابئ معدة على مستوى الخزان والمصدات والأغشية الداخلية للسيارة، التي كانت في طريقها نحو ميناء الجزيرة الخضراء، ليجري اعتقال مالك السيارة ومرافقه، وهما مغربيان مقيمان ببلجيكا. وكانت عناصر الجمارك والشرطة قامت، منذ بداية السنة، بحجز كميات كبيرة من المخدرات بلغ وزنها الإجمالي عدة أطنان، كما اعتقل عشرات المهربين المغاربة والأجانب وتقديمهم للعدالة بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، التي تتراوح عقوبتها بين خمس وعشر سنوات، مقرونة بغرامات مالية ثقيلة تبعا لكمية المخدرات المحجوزة. وفي شمال المغرب دائما، وبالضبط في مدينة الناظور، اعترضت وحدة تابعة للبحرية الملكية، تعمل في عرض السواحل المتوسطية، قارب مطاطي من نوع "زودياك"، على بعد 27 كلم من شاطئ أركمان، وعلى متنه 300 كلغ من مخدر الشيرا. وحسب السلطات المحلية، فإن مهربي المخدرات تمكنوا من الفرار على متن قارب آخر قبل وصول الوحدة التابعة للبحرية الملكية. وأضافت المصادر أنه جرى قطر القارب المطاطي المجهز بثلاثة محركات، واحد منها بقوة 250 حصانا والآخرين بقوة 200 حصان، محملا بالمخدرات إلى ميناء الناظور، حيث وضع رهن إشارة مصالح الجمارك. وفي أكادير، أحبطت مصالح الأمن محاولة لتسريب أزيد من طن من مخدر القنب الهندي، إضافة إلى كمية أخرى من التبغ المهرب، كانت محمولة على متن شاحنة لنقل البضائع على مقربة من مدخل المدينة. وأحبطت هذه المحاولة عند حاجز طرقي بمنطقة سيدي بوسحاب التابعة للجماعة القروية لأمسكروض، حيث جرى توقيف شاحنة في إطار أعمال المراقبة الروتينية، إلا أن سائقها ومساعده بدا عليهما نوع من الارتباك، ما دفع في اتجاه التأكد من حمولة الشاحنة. وأسفرت عملية التفتيش، التي خضعت لها الشاحنة المشبوهة، عن اكتشاف هذه الكمية من القنب الهندي والتبغ المهرب التي كانت موجهة لمروج مخدرات يوجد في منطقة اولاد تايمة بمحافظة تارودانت، كما جرى اكتشاف بندقية صيد مخبأة في مقصورة الشاحنة. وألقي القبض على سائق الشاحنة ومساعده، كما جرى حجز الشاحنة التي حملت بالمخدرات في ضواحي مدينة القنيطرة، ليفتح تحقيق قضائي بخصوص هذه النازلة لمعرفة ما إذا كان هناك أشخاص آخرون متورطون في هذه العملية. وفي العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، أوقف مواطن ليبيري وبحوزته 1.5 كيلوغرام من مخدر الكوكايين. وألقي القبض على هذا المواطن الليبيري بشارع الرشيدي التابع لعمالة مقاطعات الدارالبيضاء آنفا، وهو يبيع بضاعته، التي تقدر قيمتها بنحو مليون درهم، إذ أنه يتعاطى تجارة المخدرات بكل من الرباطوالدارالبيضاء. وتمكنت عناصر فرقة مكافحة المخدارت بالدارالبيضاء أنفا من إلقاء القبض على المواطن الليبيري بعدما قدموا أنفسهم على أنهم زبائن. وكانت حادثة، وقعت في فترة استنفار سابق بعد ورود معلومات بتعرض المغرب لاعتداءات إرهابية، وتظهر مدى إصرار المهربين على إخراج بضاعتهم إلى أوروبا مهما كلفهم ذلك من ثمن، عمد مهاجر مغربي إلى تسريب 42.5 كلغ من الحشيش، إلا أن محاوته فشلت، فأعاد الكرة من جديد، إلا أن مصيرها كان كسابقتها، قبل يسقط في المرة الثالثة في قبضة مصالح الجمارك بولاية تطوان التي اكتشفت المخدرات مهيأة على شكل صفائح بخزان وقود سيارته المرقمة بهولندا، وهي من طراز "الفا روميو". وعرفت هذه الفترة ضبط أزيد من 10 أطنان من المخدرات، في حين أوقف عشرات المهربين، من بينهم مغاربة وأجانب.