قطع أحد السجناء المحسوبين على ما يعرف بالسلفية الجهادية المعتقلين بسجن بوركايز بفاس عضوه التناسلي احتجاجا على ما سماه بالأوضاع التي يعيشها داخل السجن. وكان هذا السجين يرمي من خلال هذه العملية التي قام بها منذ ما يقرب من أسبوعين إلى الانتحار. وحاول «سلفي» آخر، نزيل بنفس المؤسسة السجنية، أن ينتحر بشربه ماء جافيل، لكن محاولته لم تنجح. فيما رفع أحد المعتقلين، على خلفية الاتجار في المخدرات، دعوى قضائية ضد إدارة المؤسسة السجنية يطالب فيها بالتعويض على 7 غرف للخلوة قام بتشييدها داخل المؤسسة من ماله الخاص. وجاء قرار هذا المعتقل بعد تشديد المراقبة على السجناء وسحب ما يعرف بالامتيازات من بعضهم. وقالت المصادر إن هذا السجن يعيش حالة استنفار مباشرة بعد فرار السجناء التسعة المحسوبين على السلفية الجهادية بالسجن المركزي بالقنيطرة، موضحا أن مدير السجن عمل على تشديد الإجراءات ضد كل السجناء منذ عودته من اجتماع وصف بالطارئ تلا مداخلة وزير العدل، عبد الواحد الراضي، بالبرلمان حول موضوع فرار سجناء القنيطرة. وأفادت المصادر بأن سجن بوركايز شهد التحاق مجموعة من الوحدات قدر عدد أفرادها ب150 فردا، ضمنهم متدربون من معهد إفران، التابع لمديرية السجون، مسجلة أن السجناء يجهلون هويات أغلب مكونات هذه الوحدات التي ترتدي الزي العسكري. وكشفت المصادر أن إدارة المؤسسة عملت على ترحيل خمسة سجناء سلفيين، بالرغم من أن القرار تعرض في البداية لمعارضة «رفاقهم» قبل أن يستسلم هؤلاء، في ظل غياب تضامن المنظمات الحقوقية، للأمر الواقع. وعمدت إدارة السجن، رفقة الوحدات الخاصة التي عززت أمن المؤسسة، إلى تفتيش زنازين السلفيين ومصادرة كل الأجهزة والوسائل التي تعتبرها الإدارة عبارة عن امتيازات. كما عمدت إلى ضبط توقيت الدخول والخروج بالنسبة إلى السجناء. وقالت المصادر إن التفتيش انتقل بعد ذلك إلى حي السلام، وهو الحي الذي عثر فيه على ما يقرب من 40 ألف درهم نقدا من الأموال تعود إلى مختلف السجناء الموجودين فيه. وسحبت الإدارة هذا المبلغ، لكنها حولته بعد استعطاف السجناء إلى متجر السجن ك«bon d’achat». وفي حي الأمل، المعروف بحي «الكانيبال» والذي يقدم على أنه من أصعب الأحياء داخل السجن، وقفت لجنة التفتيش على أوساخ متراكمة وعملت على سحب ما يقرب من 100 غطاء وأسلحة بيضاء وبعض المخدرات من زنازين السجناء. وعادت اللجنة مرة أخرى إلى حي الرشاد، الذي يوجد فيه معتقلو السلفية في الطابق الثاني وبعض الطلبة وبعض «أباطرة المخدرات» لتنزع من طالب معتقل جهاز حاسوب محمول يتضمن رسائل وتقارير حول الوضع في السجن كان الطالب مصطفى بلخدير يعتزم إرسالها إلى الإدارة العامة للسجون. ودخل هذا الطالب منذ الجمعة الماضي في إضراب عن الطعام بسبب هذا التفتيش الذي يقول إنه لم يشمل كل السجناء. و»زارت» اللجنة حي الانبعاث، وهو الحي الذي يضم كذلك بعض الأحداث، فوجدت زنزانة مفتوحة على السطح. وخلق هذا «الاكتشاف» حالة من الاستنفار الأمني بالمؤسسة. كما وجدت زنزانة أخرى خصصت لتجارة المخدرات. وعمدت إدارة السجن، من جهة أخرى، إلى تشديد المراقبة على زوار المؤسسة وحصرت الزيارة في أقارب السجناء من الدرجة الأولى، وحدّت من حركة السجناء من حي إلى آخر. كما قامت بعمليات ترميم لإحداث قاعات للفسحة داخل الأجنحة. وأفادت المصادر بأن الإدارة حاولت يوم أمس الثلاثاء منع السلفيين من الفسحة، إلا أن قرارها ووجه برفض هؤلاء. وأوردت المصادر أن رئيس معقل سابق بسلا هو الذي يشرف على هذه العمليات بهذا السجن الذي يضم حوالي 1600 سجين.