دخل، منذ حوالي أربعة أيام، ما يقرب من 500 معتقل بسجن بوركايز بفاس في إضراب عن الطعام احتجاجا على ما أسموه بالظروف المزرية التي يعيشونها داخل هذه المؤسسة السجنية. ورفض هؤلاء المضربون عن الطعام فك إضرابهم رغم تدخلات من جهات خارج المؤسسة، مطالبين بالجلوس إلى طاولة الحوار مباشرة مع المندوب السامي للسجون حفيظ بنهاشم. وفي السياق ذاته، قالت مصادر من هؤلاء إن بعض سجناء الحق العام عمدوا، في الآونة الأخيرة، إلى الاحتجاج بطريقة خاصة، موضحة أن هؤلاء يقدمون على «تشريط» أيديهم. وتعرف هذه «العادة» من قبل الشبان الذين يتعاطون لبعض أنواع المخدرات، وخصوصا منها مادة «القرقوبي». وأفادت المصادر ذاتها أن مسؤولين من الوكالة المستقلة للماء والكهرباء بفاس سارعوا إلى السجن مباشرة بعد صدور مقال ب«المساء» حول العطش الذي يهدد السجناء، وذلك بغرض الإشراف على إصلاح أعطاب تحول دون مد جل أجنحة السجن بالماء الصالح للشرب. كما أوردت المصادر أن بعض المسؤولين، لم تحدد هويتهم، استمعوا بداية هذا الأسبوع إلى السجين الذي شيد عشر غرف للخلوة من ماله الخاص حول ملابسات الإقدام على بناء هذا المشروع، وكذا الأطراف التي «تعاونت» معه من أجل إنجاز هذا العمل. كما حضر رجال من الدرك إلى المؤسسة وأخذوا السجين الذي بتر جهازه التناسلي في محاولة منه للانتحار. ويرتقب أن يعمد هؤلاء إلى وضعه في مؤسسة صحية بعدما كان الأخير يعلق في جهة عضوه التناسلي كيسا بلاستيكيا بعدما ظلت إدارة السجن تكتفي بتقديم بعض المهدئات إليه لمحاربة الآلام. وكانت المصادر قد حذرت من موت هذا السجين بسبب وضعه الصحي المتدهور في غياب الرعاية الصحية. ويتهم السجناء المضربون الإدارة بتضييق الخناق عليهم ومنعهم من الاستفادة من الفسحة وحرمانهم من حقوقهم كسجناء وعدم مراعاة الشروط الصحية في الغذاء الذي يقدم إليهم. ويقول هؤلاء إن بعض السجناء «المحظوظين» يستفيدون من الفسحة ومن امتيازات أخرى أكبر بكثير مما يطالب به هؤلاء السجناء الذين يصفون أنفسهم بالفقراء. ورفض عز الدين شفيق، مدير سجن بوركايز، إعطاء أي تصريح ل«المساء» بخصوص الأوضاع داخل السجن. وطلب من الجريدة عدم معاودة الاتصال به لاحقا في أي موضوع يهم هذه المؤسسة، داعيا إياها إلى الاتصال بالإدارة المركزية بالرباط.