السجون تحولت إلى مخافر للشرطة وبنهاشم متصلب تجاه مطالب المعتقلين يواصل المعتقلون الإسلاميون بعدد من السجون إضرابهم عن الطعام للأسبوع الثاني على التوالي، دون أن تتدخل المندوبية العامة للسجون من أجل وقف الإضراب الذي بات يهدد حياة عدد من المعتقلين الذين تدهورت حالتهم الصحية. ومنذ حوالي أسبوعين يعيش السجن المركزي بالقنيطرة وسجن عكاشة بالدار البيضاء إلى جانب سجن مكناس إضرابا شمل أزيد من 150 معتقلا إسلاميا، ويتوزع المضربون إلى 91 مضربا بالسجن المركزي بالقنيطرة و32 بعكاشة و12 بمكناس، ضمنهم بعض شيوخ السلفية. ووفق المعلومات المتوفرة، فإن حالة عدد من المعتقلين بدأت تسوء بسبب الإضراب عن الطعام، ضمنهم 4 معتقلين بالسجن المركزي وصفت حالتهم بالخطيرة جدا. ومقابل صمت المندوبية العامة للسجون، يناقش المعتقلون إمكانية جعل الإضراب مفتوحا ابتداء من يوم الخميس إلى غاية الاستجابة لمطالبهم. إلى ذلك، تعتزم جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين تنظيم وقفة سلمية أمام مقر وزارة العدل بمناسبة تخليد الذكرى ال61 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يتزامن هذه السنة مع الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه المعتقلون الإسلاميون بالسجون المغربية منذ 24 نونبر الماضي، احتجاجا على أوضاعهم التي يصفونها ب"المأساوية". وفي هذا السياق، قال عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، "إن الوقفة الاحتجاجية للجمعية تسعى إلى لفت الانتباه من جديد إلى وضعية المعتقلين الإسلاميين التي تتدهور داخل السجون". وأضاف مهتاد، في اتصال مع "أخبار اليوم المغربية": "إن المعتقلين عازمون على مواصلة الإضراب إلى حين فتح قنوات الحوار معهم والاستجابة لمطالبهم". وبخصوص المطالب التي يرفعها المعتقلون الإسلاميون، قال مهتاد: "إنها مطالب عادية مرتبطة بظروف السجن والزيارات والتنقيل". وأردف: "لكن الإدارة لا ترغب في الاستجابة لا للمطالب العادية ولا غير العادية". وأشار مهتاد إلى أن "السجون بالمغرب تحولت إلى مخافر للشرطة أو الاعتقال السري"، معربا عن أسفه لما أسماه ب"الصلابة" التي يواجه بها المندوب العام للسجون مطالب المعتقلين الإسلاميين واحتجاجاتهم. وكان حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون، استقبل يومين قبل عيد الأضحى ممثلين عن جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، غير أن هذا اللقاء لم يسفر عن أية نتائج إيجابية، يقول مهتاد. ويضيف: "كان المندوب العام متصلبا وأبدى تجاهلا تاما للإضراب الذي يخوضه المعتقلون الإسلاميون". ومباشرة بعد ذلك، عقد المندوب العام للسجون لقاء مع ممثلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهو اللقاء الذي أثار جدلا كبيرا بعد التصريحات التي سربها ممثلو الجمعية عن اللقاء، وخصوصا قول المندوب: "اللي ماعجبوش الحال يخوي البلاد".