جرت مواجهات ليلة أول أمس بين قوات أمن سجن سلا ومعتقلي ما يسمى ب«السلفية الجهادية»، نزلاء حي ميم، بعد احتجاجهم على تدهور الحالة الصحية لمعتقلي «خلية تطوان» المضربين عن الطعام منذ 15 يوما. وأسفرت المواجهات عن إصابة 12 معتقلا بجروح متفاوتة الخطورة حسب ما أكدت أسر بعضهم ل«المساء». وفي تمام الساعة التاسعة من مساء أول أمس شرع المعتقلون بحي ميم في طرق الأبواب من أجل المطالبة بإحضار الطبيب قصد معاينة كل من عبد الرحمان عياد وعبد الإله فتح الله، من خلية «تطوان» ، اللذين تدهورت حالتهما الصحية. وأفاد مصدر مطلع أن قوات الأمن بالسجن قامت بضرب حوالي 20 معتقلا بالساحة الشرفية بالسجن بعدما أخرجتهم من زنازينهم بالقوة. واستمر احتقان الأجواء داخل الساحة الشرفية بالسجن إلى حدود الساعة الثانية عشرة ليلا وانتهت بإعادة السجناء إلى أماكن اعتقالهم. وأفاد المصدر ذاته أن «معتقلي السلفية الجهادية» بحي ميم، ويقارب عددهم 300 معتقل، سيدخلون في إضرب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ما حدث ومن أجل المطالبة بشواهد طبية تثبت تعرضهم للتعذيب. ويوجد ضمن المصابين رشيد احدادو وعمر بلمهدي وعبد الإله القنفود وتوفيق استيتو وعبد العزيز بن الزين وسعيد السوسي وعمر طارق. ومن جهة أخرى، أفاد مصدر من داخل السجن أن معتقلي «السلفية الجهادية» قاموا بالاعتداء على بعض الحراس بعدما حاولوا ثنيهم عن طرق الأبواب. واتصلت «المساء» بإدارة سجن سلا أكثر من مرة قصد أخذ رأيها في الموضوع، غير أن مستقبل المكالمات قال إن المدير ونائبه مشغولان في لقاءات مع السجناء. وفي موضوع ذي صلة، التقى أمس ممثلو أسر معتقلي «خلية تطوان»، الذين قدموا من مدينة تطوان، وجمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين حفيظ بنهاشم، المندوب العام لمندوبية إدارة السجون وإعادة الإدماج، من أجل تدارس طلب المعتقلين المتعلق بترحيلهم إلى سجن طنجة. ووعد بنهاشم محاوريه بأن يتم نقل المعتقلين (البالغ عددهم 23) تدريجيا إلى سجن طنجة شريطة أن يفكوا الإضراب عن الطعام وأن تعرض الحالات الصحية الحرجة على الطبيب قصد علاجها، حسب ما أكد عبد الرحيم مهتاد رئيس جمعية النصير. وقال مهتاد: «إن إدارة السجون دائما تبدي استعدادها لحل مشاكل المعتقلين، لكن في الوقت نفسه يصر بنهاشم على ما ينص عليه القانون، بالرغم من أن المعتقلين السياسيين ينبغي أن يتمتعوا بامتيازات لا ينص عليها القانون»، وحمل مهتاد، في تصريح ل«المساء» مسؤولية تداعيات الإضراب لمندوبية السجون، مشيرا إلى أن قرار توقيف الإضراب يعود إلى المعتقلين أنفسهم.