تفاقمت الأوضاع الصحية لمعتقلي ما يعرف بالسلفية الجهادية على إثر الإضراب عن الطعام الذي نفذوه منذ 13 يوما، و تدهورت حالة عبد الحق مهينوأبو بكر لشهب، ومحمد العسال، وخالد النقيري بالسجن المركزي بالقنيطرة، وحالة الشيخ الكتاني وعبد اللطيف أرين بسجن عكاشة بالبيضاء بشكل سيئ، هذا بالإضافة إلى الإهمال، وانعدام الرعاية الطبية حسب إفادات مقربين من المعتقلين. من جهتهم، بادر عائلات المعتقلين على خلفية نفس الملف إلى إعداد شكاية جماعية موثقة، بعثوا بنسخة منها إلى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ملتمسين فيها من الجهات المعنية بفتح تحقيق لتحديد المسؤولية فيما وقع بالسجن المركزي بالقنيطرة، وكذا سجن عكاشة بالبيضاء من تعذيب وضرب وإهانة للقرآن الكريم، والكتب الدينية أثناء التفتيش. وأكد عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين أن الإدارة أغلقت باب الحوار بعد الإضراب المفتوح عن الطعام الذي نفذه المعتقلون منذ الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن إدارة السجن المركزي بالقنيطرة منعت العائلات من زيارة أبنائها المضربين لكي لا يرون آثار الضرب و التنكيل الذي لاقوه من قبل موظفي الإدارة. وأضاف مهتاد في تصريح لالتجديد أن المعتقلون بكل من البيضاء و القنيطرة -حسب إفادات عائلاتهم-تعرضوا للضرب والعنف والجرد من الثياب، بالإضافة إلى عزل بعضهم بزنازن انفرادية وتجريدهم من الأفرشة والأغطية في هذا الجو البارد. من جهته، أنجز منتدى الكرامة لحقوق الإنسان تقريرا حول الإضراب المفتوح عن الطعام الذي نفذه المعتقلون في شكل كرونولوجيا للأحداث منذ 24 نونبر إلى حدود 05 دجنبر .2009 وجاء في تقرير المنتدى الذي تتوفر التجديد على نسخة منه أن المعتقلين في ما يسمى بالسلفية الجهادية بالسجن المحلي بالدار البيضاء يرفعون رسالة إلى ملك البلاد تحت إشراف وكيل الملك باستئنافية البيضاء مذيلة بتوقيع 33 معتقلا يوضحون فيها أوضاعهم داخل السجن ورد فيها: ها نحن اليوم نزداد حرمانا وقمعا ومنعا من الحقوق الإنسانية الأساسية البسيطة المكفولة لكل السجناء بلا استثناء، فبأي حق نمنع ويتماطل في منحنا الحق في التعليم والتكوين المهني والطب الاختصاصي الخارجي، والمنع من المكتبة وعرقلة إدخال الكتب، بل حتى مؤسستكم مؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج لم تزرنا أو تضمن لنا الحق في الإدماج والتعليم داخل السجون.. ويعلنون فيها إضرابا مفتوحا عن الطعام بداية من يوم الثلاثاء ,20091124 وذلك للاحتجاج على حرمانهم من حقهم في التمدرس والتكوين المهني والاستفادة من الإعلاميات..، على إثر ذلك اقتحم المدير ب50 موظفا أويزيدون الجناح الخاص بهم بسجن عكاشة، وجاء في الرسالة أن مدير السجن عاث فسادا في كل محتويات الحي بدعوى أوامر من جهات عليا، هكذا يباركون لنا عيد الأضحى فأهانوا النزلاء وكتب الدين الحنيف، وحتى كتاب الله عز و جل أهين على يد موظف بالغرفة ,13 مما زاد الإحساس بالظلم والمرارة والحرمان في أقدس أيام الله، وختموا الرسالة المذكورة بقولهم: هذا واعلموا وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد ولما يحبه ويرضاه، أننا نؤكد على براءتنا أمام الله عز وجل، ثم أمامكم وأمام شعبنا المغربي حفظه الله بالإسلام من كل سوء. والتحق يوم الجمعة 27/11/64 ,2009 من معتقلي السلفية الجهادية بحي أ (1و2) بالسجن المركزي بالقنيطرة بالإضراب عن الطعام المفتوح، مطالبين بتحسين شروط العيش داخل السجن. وتعرض المعتقلون يوم الأربعاء 02/12/2009 بحي أ (1و2) بالسجن المركزي بالقنيطرة لاقتحام من قبل ما يقارب 80 من الموظفين المدججين بالعصي والهراوات، وتم الاعتداء على المعتقلين المضربين وتم تجريدهم من كل لوازمهم وأغراضهم، كما ساقوا العديد منهم إلى زنازين العقاب والتعذيب ، وقد انسحب الموظفون من الحي المستهدف في حدود الساعة الثانية بعد الزوال، بعد تصفيد بعض المضربين وتعليقهم أو ربطهم في مكان بالقرب من الكاشوهات يسمى جنان الكرمة. من بينهم بن الطاوس، الحوماني، الملولي، برغاشي، والضرب المبرح والاعتداء على بعض المضربين عن الطعام منهم: خالد النقيري وعمر معروف (يحمل الجنسية الدانماركية) وصالح زارلي، وعبد الحق موهيم، وبوشعيب مهدر(يحمل الجنسية الإسبانية)، وعبد الحميد فرقي، وإدريس الناوري، وإبراهيم فردوس وإبراهيم حمدي، وإدريس الناجي، وعمر قاسي. استمع المنتدى يوم الأربعاء 02/12/2009 إلى ممثلات عائلات المعتقلين المضرين بسجن عكاشة في المساء، ويوم الخميس اتصل رئيس المنتدى بالمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج في موضوع تطورات الإضراب عن الطعام. وفي يوم الجمعة خاض المعتقلون في مجموعة من السجون المغربية (سجن سطات، سجن سلا، سجن مكناس، سجن أكادير سجن الجديدة ..) إضرابا عن الطعام إنذاريا وتضامنيا مع المعتقلين المضربين المعتدى عليهم لمدة 24 ساعة، ونفذت العائلات وقفة احتجاجية أمام المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ولتكسير الإضراب بادرت إدارة السجن المركزي بالقنيطرة بتعليق بعض المضربين مثل: سعيد أمزين وعز الدين غراف في المكان المسمى جنان الكرمة إلى غاية 05 دجنبر ,2009 وقضت يوم السبت في حق عبد الحميد فرقي ب45 يوما من الكاشو، وشهر من الكاشو لسعيد الملولي.